خوف مستورد!
سنابل موقوتة
الاحد / 9 / رمضان / 1438 هـ - 03:45 - الاحد 4 يونيو 2017 03:45
أسمع بالاحتباس الحراري منذ سنوات ولكني لم أحاول البحث عن حقيقته لعدة أسباب أظنها منطقية، أولها أني ولله الحمد ممن يضرب بهم المثل في الكسل والبلادة، وثانيها أني أكره الحرارة وما قرب إليها من قول أو بحث، أما السبب الثالث والأهم فهو أن كلمة «الاحتباس» وجميع اشتقاقاتها كلمة غير محببة إلى النفس كما تعلمون جميعا.
لكن الأمور لا تدوم على حالها، ومنذ أعلن ترمب انسحاب أمريكا من اتفاقية الاحتباس الحراري أصبح لزاما علي أن أقوم بواجبي كمواطن صالح في هذا الكوكب الأمريكي وأفهم الأمر وأعرف خباياه.
ولعله من نافلة القول أن أخبركم أني لم أفهم شيئا مهما بعد الكثير من البحث وقراءة مقالات ومشاهد محاضرات وأفلام وثائقية عن هذا الأمر الجلل.
فهمت أن حرارة الكوكب ارتفعت أقل من درجة واحدة خلال المئة سنة وأنها قد ترتفع بذات الوتيرة في المئة سنة القادمة والحقيقة أن هذا الأمر لم يفزعني البتة لأني مقتنع أني لن أكون موجودا بعد مئة سنة، ولا يهمني أن ترتفع درجة الحرارة في ذلك الوقت مئة درجة كاملة.
هل أبدو أنانيا يتحدث عن كارثة مقبلة بشيء من السطحية؟ في الحقيقة إني كذلك بالفعل وهي صفة لا تقلقني هي الأخرى.
والعالم الذي يجتمع من أجل عشر درجة حرارية سترتفع وتؤثر على حياة الناس يبدو أنانيا أكثر مني وهو يغذي الحروب والصراعات ويتسبب في المجاعات وتشريد السلالة الآدمية ويبدو وقحا وهو يتحدث عن الاحتباس الحراري.
لكن ـ وكما تعلمون جميعا ـ فإن ما يقال وراء المحيطات يجب أن نتعامل معه على أنه حقيقة مطلقة، وقد أعجبتني مقولة لأحد العلماء الذين يسفهون قصة الاحتباس برمتها حين قال إنه يتم التعامل مع هذه النظرية وكأنها دين لا يمكن النقاش حوله ـ مثل الكثير من الأشياء هذه الأيام.
وعلى أي حال..
إن كان الاحتباس الحراري سيؤدي إلى هلاك البشرية بشكل جماعي فإنه يبدو شيئا جميلا ومريحا لبني البشر، والموت الجماعي سيبدو أكثر رحمة من الموت المفرق الذي يوزعه ساسة العالم المتحضر على العالم الذي يستورد كل شيء، يستورد حتى مخاوف لا تخصه ولا يفهمها.
agrni@