تفاعل

رمضان.. هدية الرحمن لقلوب المؤمنين

شهر رمضان المبارك اختصه المولى جلا وعلا من بين كل الشهور بأن جعله شهرا للقرآن متفردا عن بقية الشهور بأنه شهر الصيام حيث الانقطاع طوال النهار عن الأكل والشرب وكل ما يخدش صيام المؤمن من قول أو عمل.. فنجد المسلمين في حالة من السكينة والطمأنينة والرحمة على بعضهم البعض بحيث تقل الشحناء والخصومات، فالجميع يبحث عن التسامح والتصالح مع كل من حوله، كل ذلك منبعه روحانيات إيمانية رمضانية يشعر بها المسلمون في هذا الشهر الكريم شهر التلاوة والذكر وشتى صنوف العبادات المتعددة التي يقبل عليها المسلم في أيام وليالي الشهر الفضيل.

وهذا ما يجعل من شهر رمضان فرصة سانحة لبدء صفحة جديدة لكل مسلم بالدرجة الأولى مع ربه.. ثم مع أحبته.. أقاربه.. جيرانه.. يتسامح ويتصالح مع الجميع باحثا عن نقطة انطلاق نحو علاقة حميدة ترتكز على المودة والأخوة ونبذ العداوات والبغضاء، فالدنيا بطولها وعرضها (لا تساوي عند الله جناح بعوضة).

وطالما أنها بهذه المنزلة الوضيعة عند خالقها سبحانه وتعالى.. إذن فلماذا لا نعيد ترتيب أوراقنا باتجاه حياة التسامح والفضيلة. ولنحصل على حياة كهذه نحتاج أن نتخلص من الصور السلبية في حياتنا وهي كثيرة، ولكن في هذه العجالة سأحاول أن أسلط الضوء على بعض هذه الصور، ومنها صورة عقوق الوالدين بأن يعق الابن والديه أو أحدهما ويكون سببا في أحزانه، تلك صورة يجب التخلص منها بالتوبة وخاصة في شهر رمضان المبارك.

وصورة أخرى تبدو لنا وبشكل أكثر إلحاحا صورة أذية الجار لجاره بشتى الطرق سواء بالقول أو الفعل أيا كان ذلك الفعل فيجب إعادة النظر فيه وفتح صفحة جديدة مع الجار فهو وفي أحيان كثيرة يكون أقرب لأحدنا من أخيه، وفي شهر القرآن نحتاج أن نراجع أنفسنا ونحسن لجيراننا ونسارع بفتح صفحة من التسامح والود معهم.

وصورة أخرى لأب يمتلك المال الوفير، ولكنه يبخل على زوجته وأبنائه بالمال والمودة والحياة الأسرية الدافئة المليئة بالمشاعر الأسرية والترابط بين أفرادها، ولكن ما يحدث هو العكس تجد هذا الأب يجعل أبناءه يظهرون أمام الناس وكأنهم فقراء ويظهر ذلك من مظهرهم وأسلوب حياتهم البائسة المليئة بالضياع والكآبة والأزمات والعقد النفسية التي تصيب أفراد هذه الأسرة وتحولهم جميعا إلى أشباح هنا وهناك، وكل ذلك بأسباب «طمع.. تسلط.. قسوة.. أب «لم يراع الله تعالى في الأمانة التي أمنه الله إياها ونسي قول الرسول عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

وهكذا تتوالى الصور وهي كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، ولكن يجب التفكير بها وتحسينها والعمل على تعديلها نحو الأفضل، وتحقيق هذا المطلب في أي مجتمع بلا شك يساهم في الارتقاء به وبإفراده مما يفرز مجتمعات إسلامية ذات خلق وصفات حميدة، وشهر رمضان بلا شك فرصة سانحة لتحقيق انطلاقة جديدة نحو العمل الصالح الذي يمنحنا كمجتمعات إسلامية الطمأنينة والتواصل الذي حث عليه المولى جلا وعلا.

آخــر كلام:

شهر الصوم والقرآن

هدية رب لعباده

قلوب الخلق تشتاقه

تحرى جيته زاير

شهر الخير والإحسان

والرحمة وذكر الله

هداية تهدي العاصي

وتهديه قلبه الحاير