معرفة

الطفيليات ترسم تاريخ البشرية

وجودها غير مرغوب فيه، ومع ذلك فهي متأهبة في كل مكان، إنها الطفيليات التي لا يخلو منها مكان. هذه هي الفكرة التي يوصلها كتاب «أحصنة طروادة النفسية» بشكل واضح للمؤلفتين الألمانيتين مونيكا نيهاوس وزميلتها أندريا بفول، حيث تشرحان في كتابهما كيف تؤثر الطفيليات على مصائر البشرية، وكيف تستطيع توجيه الحالة النفسية لعائلها الذي تتطفل عليه. تقول المؤلفتان في مستهل كتابهما إن الطفيليات تتسبب في تكاليف عالية بشكل مدهش لدى عائلها «فقردة سعدان العواء على سبيل المثال تستهلك أكثر من ربع طاقتها الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي للضرب حولها بالأيدي والأرجل والذيل للدفاع عن نفسها ضد بلاء الحشرات المتطفلة». وأوضحت الباحثتان أن هناك أكثر من عشرة أنواع ممرضة من البكتريا يشتبه في أنها تتسبب في أمراض نفسية للإنسان، ومن غير المستبعد حسب الباحثين أن يكون العدد أكبر بكثير. وأكدتا أن البشرية أصبحت أكثر استعدادا وقدرة على مكافحة الديدان والفيروسات والبكتريا المتطفلة من قدرتها على مواجهة الأمراض التي تنشأ في أحشاء الجسم. ورأت المؤلفتان أن الجنود ليسوا العنصر الذي حسم الحروب غالبا على مر التاريخ، بل أمراض مثل حمى التيفوئيد أو الطاعون والكوليرا وحمى التيفوس. وتطرقتا إلى أسباب هذا الوباء، ووصفتا تصرفات الناس خلال هذه الأوبئة وعواقبها على مسار التاريخ.