العالم

لماذا يا قطر؟

d856fd60-acce-4ba7-a52a-b5d4f2cb8f1d
كثيرة هي الاستفهامات التي قفزت إلى رأس كل مواطن خليجي، وهو يتابع بصدمة الأخبار العاجلة الواردة من قطر، ناقلة تصريحات أميرها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وهو يعلي من شأن إيران تارة ويضفي الشرعية على حزب الله تارة أخرى، ناسيا أو متناسيا مخططاتهما ومسعاهما المشترك في ضرب الأمن القومي العربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وما الأحداث في سوريا واليمن إلا خير دليل على ذلك. ومما يجعل من الموقف محيرا وباعثا على الأسئلة، عدم صدور أية توضيحات رسمية من الديوان الأميري حيال تلك التصريحات. فما الذي يجعل الدوحة تخالف المصير المشترك في هذا التوقيت بالذات؟ وهل خاطر جماعة ضاربة في جذور الإرهاب كـ'الإخوان المسلمين' أهم أم العلاقة مع محيط من أشقاء تجمعهم كافة التفاصيل ولا يكاد يفرقهم شيء إلا تصريحات من النوع الذي نقلته (قنا)؟. ألم تسأل القيادة القطرية، نفسها عن السبب الذي دفع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن يختار الدوحة كثاني عاصمة خليجية يزورها منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد؟ ألا يمكن للشيخ تميم أن يتذكر بشيء من الإعلاء زيارة الملك سلمان الشخصية إلى الدوحة، لتقديم واجب العزاء في وفاة جده؟ هل من أبجديات الأخوة الخليجية أن يتم تجاهل هذين الموقفين الإنسانيين على الأقل، ناهيك عن المواقف الأخرى التي عززت فيها السعودية من حضور الدوحة في كثير من المحافل، وأخرجتها قبل ذلك من عزلتها في نوفمبر 2014 عقب أن كادت تختنق لمجرد سحب 3 سفراء؟ هل نسيت الدوحة صفح الكبار حينما قررت السعودية طي صفحة الماضي رغم فداحة ما كان يخطط عليه مراهقي السياسة والمتآمرين مع الزعماء الدكتاتورين على أمنها وقيادتها؟ وعلى الرغم من أهمية كل الاستفهامات الماضية، والتي ستظل معلقة لحين فهم سيكولوجية السياسة القطرية، إلا أن السؤال الأكبر الذي سيظل يحير عقول الكثيرين حتى من القطريين أنفسهم، هو: لماذا يمتدح أمير قطر من تسبب في مقتل جنودنا الثلاثة في اليمن مطلع عيد الأضحى الماضي؟