تفاعل

أحداث المسورة وعلاقتها بالقمة

تعد الأحداث الأخيرة والتطورات المتعلقة بإطلاق أعيرة نارية وقذائف آر بي جي على رجال الأمن بمحيط منطقة حي المسورة بمدينة القطيف، حدثا وتطورا خطيرا، في سياق أدوار التطرف والغلو المدعوم من الخارج، وهو ما يدعو إلى إعادة صياغة أساليب التعامل مع هذه الفئة الضالة، واجتثاث شؤم أفعالها من جذوره. إن جرم التعدي على رجل الأمن بهذا الأسلوب الجلف له أبعاد سياسية بالدرجة الأولى، فسيناريوهات تلك الأحداث تنامت ظاهرتها تزامنا مع إعلان المملكة استضافتها للقمم الإسلامية والعربية والأمريكية، وهو ما يعني أن دولة بعينها وجهت بتصعيد وتيرة تلك الهجمات نتيجة الاضطراب والانزعاج الحاصل لها، ونتيجة لما حققته المملكة أيضا من مكانة جعلها محل إجلال وتقدير الجميع، فزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة كأول محطة خارجية له واستضافة المملكة لرؤساء وملوك وقادة دول إسلامية وعربية، أزعج البعض وأقض مضاجعهم، فلم يرق لهم رؤية المملكة العربية السعودية وهي تتبوأ تلك المكانة وتلك المنزلة على مستوى العالم قاطبة، فارتأت رأس الأفعى أن تبث سمومها في المنطقة عبر تغذية خلاياها النائمة التي تدين بمعتقدها بأفكار وأدوات تخريبية لتنفيذ أجندة معدة مسبقا، وافتعال بلبلة ظنا منها بأن تلك التصرفات سوف تسحب البساط أو تلغي الضوء المسلط على هذه القمة، وقد غاب عنها أن المملكة لا يمكن أن يهتز كيانها لمثل ذاك السلوك، فهي أكبر من أن يعبث بمقدراتها.

لكن اللافت في هذه الهجمات هو استخدام هذا النوع من الأسلحة، وهو ما يمثل حالة من الاستمراء والتمادي في القتل والتخريب، والتصعيد في إشعال الفتن، لقد بدا هذا التطور خارجا عن حيز فئة ما أو جماعة إلى حيز أوسع لجهات منظمة أو دول.

لذا فإن هذا النوع من التحدي يستدعي الوقوف بحزم والضرب بقوة غير مسبوقة، وعلى من يتعاطف معها أن يدرك بأن العقاب من جنس عملهم، ومع ذلك فإن تلك الممارسات الصبيانية لا تعدو أن تكون سحابة صيف ما تلبث أن تنقشع وتزول ويندحر أعداء الدين والوطن مخذولين مدحورين بإذن الله ثم بحزم وعزيمة قادة هذه البلاد ومواطنيها الشرفاء.

إن الحوار لم يعد ذا جدوى واللين لم يعد يستقيم أبدا مع أمثال هؤلاء، الذين تنافى فعلهم مع جميع القوانين الدولية والأعراف المحلية، فضلا عن مروقه من دائرة الدين مروق السهم من الرمية، مسيرتنا ستستمر، وقافلتنا ستسير، ونترك لغيرنا عويل الثكالى ونباح الكلاب.