زيارة الرئيس ترمب
السبت / 24 / شعبان / 1438 هـ - 20:00 - السبت 20 مايو 2017 20:00
منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن نيته زيارة المملكة في أول جولة خارجية له بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة عاد الدفء النسبي إلى العلاقة السعودية الأمريكية التي كانت قد فقدت شيئا من وهجها خلال الولاية الثانية للرئيس السابق باراك أوباما.
إلا أن الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس دونالد ترمب أعادت الألق إلى العلاقة السعودية الأمريكية على مدى أكثر من سبعين عاما كعلاقة شراكة استراتيجية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والعلمي وغيرها.
وأسهمت الزيارة في عقد ثلاث قمم بالغة الأهمية: الأولى هي القمة السعودية الأمريكية التي جاءت لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بين واشنطن والرياض، والثانية هي القمة الخليجية الأمريكية التي تركز على التهديدات الأمنية الإقليمية، والثالثة هي القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تناقش الشراكة الأمنية بين هذه الدول والولايات المتحدة ومكافحة الإرهاب الدولي من خلال افتتاح المركز الدولي للفكر المتطرف، وافتتاح منتدى الرياض لمكافحة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب، والذي يبحث في طبيعة الفكر المتطرف وسبل التصدي له، كما سيتم تناول الجوانب الاقتصادية والثقافية.
وفيما يخص الإرهاب يجب على الدول الإسلامية إقرار وتنفيذ الاستراتيجيات التي سيتم الاتفاق عليها بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، ومن ذلك إيجاد خطة واضحة لمحاربة الإرهاب على المدى الطويل.
ومن ناحية أخرى يثبت برنامج زيارة الرئيس ترمب إلى المملكة الجدية في لجم الإرهاب والتطرف على المستويين الأمني والفكري من جهة، ومن جهة أخرى كبح طموحات النظام الإيراني في امتلاك السلاح النووي رغم سريان اتفاق (5+1)، وحصول المملكة على تطمينات أمريكية بهذا الشأن، وخاصة أن برنامج إيران النووي هو بهدف التوسع الجغرافي والسياسي والأيديولوجي على حساب جيرانها من الدول العربية والإسلامية من منطلق أيديولوجيا «تصدير الثورة»، ومن ناحية ثانية إيقاف دور النظام الإيراني في خلق القلاقل والفتن ورعاية المنظمات الإرهابية، ودعم وإيواء رموز التطرف والإرهاب، ولا سيما أن إدارة الرئيس ترمب تبدي اعتراضها الصريح على ما قامت به الإدارة الأمريكية السابقة في هذا الاتفاق، وربما هي تبحث من خلال حلفائها من أجل ردم هذه الثغرة الاستراتيجية التي أحدثها.
تنتظر الرئيس الأمريكي عدة ملفات (شرق أوسطية) مهمة لمناقشتها خلال القمتين الخليجية والعربية الإسلامية، وفي مقدمتها القضية العربية المحورية القضية الفلسطينية، وكذلك ملف الأزمة السورية الذي أوضحت الإدارة الأمريكية الحالية عزمها على إيجاد الحل السياسي لها، كما أن ملف الوضع في اليمن يحظى بالاهتمام، فكل هذه الملفات تحتاج إلى إثبات التغيير الجذري في التعامل معها بشكل يختلف عن تعامل الإدارة الأمريكية السابقة بشكل يجسد فعليا شجاعة وصرامة الرئيس ترمب السياسية، ويثبت للعالم أنه رجل المرحلة القادر على إيجاد الحلول للقضايا المستعصية.
كون الرياض المحطة الأولى في جدول جولات الرئيس الأمريكي الخارجية فذاك يمنح الثقة بالإدارة الأمريكية الحالية من قبل حلفائها من جانب، ومن جانب آخر يكتسب الرئيس ترمب شعبية أمام شعبه لعودة استثمارات ورأس المال إلى أراضي الولايات المتحدة، وكذلك خلق فرص جديدة أمام المستثمر الأمريكي إلى الدخول بتسهيلات كبيرة إلى السوق الخليجي مجددا، وهذا الأمر يعتبر رصيدا سياسيا لأمن الولايات المتحدة واقتصادها، ومرحلة لإخراجها من المآزق السياسية والاقتصادية التي وضعتها فيها الإدارة السباقة، وهنا تنجح الإدارة الأمريكية الحالية في استعادة الثقة بحكومة أمريكا على المستويين الداخلي والخارجي.
@Suodalblwi1