تفاعل

الثقة الثقافية لرؤية 2030

الأسبوع الماضي كنا على موعد جديد مع مبادرات مركز الملك سلمان للشباب، وهو ملتقى الشباب والفرص في رؤية 2030 الذي تقرر أن يكون سنويا يستضيف فيه عددا من الضيوف، ويواكب تطورات الرؤية، وما لفت نظر الكثيرين هو استضافة وزيري المالية والتجارة وحديثهما عن الرؤية.

من المؤكد أننا قد واجهنا أو صادفنا حديثا عن الرؤية فيما بين الشباب والشابات، وخاصة أن الرؤية بشكلها الورقي لدى الشباب أنها شكل افتراضي يصعب عليه استيعابه، لماذا؟ أجاب على السؤال الوزير القصبي أن ذلك «شيء جديد»، وأضيف أن لدى بعض الشباب في نظره أن الجديد مجهول فلا يكترث بالاهتمام به.

مؤكدا أننا بحاجة إلى جدولة موضوعية أولا لعمل كل وزير منذ بداية الرؤية مع حقيبته الوزارية التي أقسم عليها أمام خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وإيضاح المتعثرات قبل المنجزات، إذ لم توضع الرؤية إلا لمقصد وهدف وهو النجاح، لكن الصعوبات أو درجات المخاطرة في كل مبادرة أو برنامج لدى أي الجهات هي موقتة، ويتوجب الإفصاح عنها و»نتشارك» في حلحلتها لتواصل المسير ضمن خط النجاح المستهدف.

وكان الوزراء «ضيوف الملتقى» قد طلبوا أن يكون من حضروا الملتقى لبنة للتواصل، لكن كنت أتمنى - ولعل مسؤولي الملتقى للعام القادم الأخذ بها - أن يكون الشباب هم المتحدثون الأوفر حظا في الوقت، ولا نقاطعهم، ويكون الوزير مستمعا ومجيبا بكل اختصار، وأن يكون الملتقى شبيها بمجلس العموم البريطاني، الذي يعج بالمداخلات المتواصلة والردود واختلافات وجهات النظر، والوزير يجيب بكل اختصار، وفي نهاية الأمر يخرجون بعدد من التوصيات والقرارات، وإن اختلفت وجهات النظر يقفون جميعا خلف ما تقتضيه مصلحة الوطن.

وأقترح عمل مؤتمر صحفي نصف شهري يصدر عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية «بعد كل ثلاث جلسات» يتم عرض أبرز ما صدر عن المجلس، ويكون له متحدث رسمي يتلو أبرز ما وصل إليه المجلس من توصيات وغيرها، حتى وإن كانت ستأخذ مجراها لمجلس الوزراء.

ونأمل من القناة السعودية الأولى الرسمية أن تواكب هذه الأعمال المهمة، ويكون بثها حصرا من خلالها، إذ إن الكثيرين - إن لم يكن الكل - قد استمعوا لمقابلة سمو الأمير محمد بن سلمان عبر شاشة السعودية، ولعل الكثير مما ذكره سموه في اللقاء، خاصة ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، قد ذكره عدد من الوزراء، وكذلك الشأن السياسي من جانب وزير الخارجية، لكن حين يكون اللقاء مع سمو الأمير محمد يكون التأثير أقوى محليا وعلى المستوى الإقليمي والدولي، لذا نتمنى من سموه تكرار مثل هذه اللقاءات بشكل دوري، حيث كان لحديث سموه التأثير البالغ في كل تفاصيل الرؤية، وليس كتفصيل أي وزير «مع كامل التقدير لهم»، وأن يكون اللقاء مع رأس هرم مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية فذاك بحد ذاته «ثقة ثقافية» كان ينتظرها الشباب والشابات لرؤية 2030.