الرأي

لماذا يكرهونها؟!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
أما ما جاء في باب تمزيق الكتب الدراسية ـ وهو الأمر الذي يتكرر سنويا ـ ففي الأمر خلاف بين مفسري الظواهر غير الطبيعية، فمنهم من يقول إن الأمر ليس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من عدم احترام المدرسة والمعلم والكتاب، ومنهم من قال إن الأمر عادي ويحدث في كل مكان في العالم، والمشكلة ليست خاصة ببني جلدتنا. ومنهم من امتنع عن الحديث حول الأمر لأنه يعتقد أنه ليس ظاهرة، وكل ما في الأمر أن هذه الحالات «النادرة» التي تمزق فيها الكتب أصبح من الممكن تصويرها ومن ثم تعميمها وجعلها قضية رأي عام، بينما هي ليست كذلك. وما زالوا في أخذ ورد حول أصل هذه الظاهرة ومنشئها حتى وقت كتابة هذه الأسطر، وسيستمرون كذلك حتى موعد كتابة مقال العام القادم عن ذات الأمر. وبالطبع فإنه لا بد أن أدلو بدلوي، فأنا ـ كما تعلمون ـ أفعل ذلك في كل أمر سواء كنت أفهمه أو لم أكن، ومن غير المنطقي أن أترك هذا الحدث يمر مرور الكرام دون أن أخبركم أني به زعيم. نحن قوم لا نجد حرجا في تمزيق الكتب التي لا تعجبنا، والدعوة إلى منع الكتب التي لا تروق لنا والتحريض على الكتاب الذين يكتبون أشياء لا نحبها، ومن هذا المنطلق وبدلا عن السؤال: لماذا يمزق الطلاب كتبهم؟ فقد يكون من المناسب أن يكون السؤال: لماذا لا يحب الطلاب كتبهم؟ وبدلا من القرارات الاستعراضية مثل إعفاء قائد مدرسة ـ يعني مديرها ـ يفترض البحث عن أصل المشكلة، ولماذا تدنت مخرجات التعليم العام إلى هذه الدرجة، وحينها قد نعثر ولو مصادفة على سبب تمزيق الكتب. لأن علاج المرض أنفع من علاج أعراضه. وعلى أي حال.. والشيء بالشيء يذكر، ففي كل مناسبة مثل هذه يبدأ الحديث عن «الايباد» واستبدال الكتاب المدرسي، ومن وجهة نظر خاصة فإن هذا الأمر في المرحلة الابتدائية يكاد يكون جريمة في حق العلم والتعلم، وإذا كان كثير من الطلاب الآن ومع الورق والأقلام يخطئون في كتابة أسمائهم بطريقة صحيحة، فإنهم مع «الايباد» قد يخطئون حتى في نطق أسمائهم. agrni@