الرأي

أظهروا مساعدات المملكة بشكل أكبر

عبدالله حسن أبوهاشم
جميعنا يعلم أنه لا توجد دولة في العالم وقفت مع الشعبين السوري واليمني، وكافة الشعوب المنكوبة في كل بقاع الأرض، وقدمت لهم المساعدات الإنسانية كما فعلت وقدمت المملكة، ومن يقول غير ذلك فهو جاحد. لكن مع الأسف لم يأخذ هذا الدور العظيم والإنساني الذي قامت ولا تزال تقوم به المملكة حقه في الإعلام سواء العربي أو الغربي. لنأخذ الأزمة السورية واليمنية على سبيل المثال، لا توجد دولة في العالم قدمت مساعدات إنسانية لهذين الشعبين منذ بداية الأزمتين في البلدين وإلى اليوم كما قدمت المملكة؟ لكن السؤال هل ظهر هذا الدور العظيم كما يجب، وبالشكل المفترض ظهوره في وسائل الإعلام؟ لا أظن ذلك، إلا من بعض اللقطات التلفزيونية التي نشاهدها أحيانا وهي تصور قوافل الحملة الوطنية السعودية المحملة بالمساعدات الإنسانية المختلفة والمتجهة إلى الأراضي الأردنية لنصرة الأشقاء السوريين، أو ما يظهر لنا من لقطات لما يقدم للأشقاء اليمنيين، وهذه اللقطات لا تكفي ولا تساوي الحجم الكبير للمساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة. هل هو يا ترى قصور إعلامي محلي وعربي؟ أم إن المملكة لا تريد هالة إعلامية؟ وإنما تقوم بذلك بصمت من غير رياء، لا تريد شكرا من أحد ولا تمن على أحد فيما تقدمه من مساعدات، وإنما تنظر إلى أن ما تقوم به هو واجب ديني وإنساني وأخوي وأخلاقي، بينما لم تقدم الدول الغربية منذ بداية الأزمة للشعب السوري غير تصريحات سياسييها المتناقضة والمتضاربة والمستفزة للشعب السوري والتي زادت من معاناته، ولم يستفد من هذه التصريحات إلا النظام السوري نفسه، لكسب المزيد من الوقت، لترتفع معها حصيلة القتلى والجرحى والمهجرين، وكان باستطاعة الدول الغربية والدول العظمى أن تنهي هذه المعاناة منذ وقت طويل لو أرادت ذلك، لكنها سياسة دول ضحيتها ومن يدفع ثمنها دائما هم الشعوب. نذكر عندما ظهرت قضية المهاجرين السوريين إلى أوروبا، الذين يقطعون البحار للوصول إلى شواطئ الأمان بحثا عن ملاذ آمن، في رحلات مغامرة تؤدي أحيانا إلى الموت غرقا، كيف استطاعت آلة الإعلام الغربي خطف الأضواء وتسليطها بقوة شديدة على هذه القضية لتظهر لنا إنسانية حكومات وشعوب هذه الدول، حتى يخيل للمرء من قوة هذه الحملة الإعلامية أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها مساعدة الشعب السوري، وأن هذه الدول هي فقط من يقف بجانبهم ويساندهم ويقدم لهم المساعدات الإنسانية حتى تأثر بها الجاهلون، واستغلها الحاقدون على بلادنا ليسألوا: أين دور المملكة ودول الخليج من أزمة السوريين المهاجرين؟ لماذا لا يقفون مع الشعب السوري؟ نقول لهؤلاء: الحق ليس عليكم بل على وسائل إعلامنا التي لم تظهر دور بلادنا الإنساني والريادي في هذه الأزمة بالشكل المطلوب، كما يفعل الإعلام الغربي.