تفاعل

حسن المعاشرة والمعاملة

إن حسن المعاشرة وحسن المعاملة من محاسن الصفات ومن مكارم الأخلاق والقيم المحمودة، ومن صفاتهما أن الإنسان الموصوف بهما يكون في معاشرته يتعامل مع الأقارب ومع الناس باللطف واللين والسماحة في كل الأمور التي تعود بالخير والنفع لمن هم يستحقون المعاشرة والمعاملة الحسنة، والتي تجعل الإنسان المثالي الذي هو حسن المعاشرة والمعاملة لأقاربه وللآخرين يتحاشى الكذب أو الاحتيال والخداع والغش وغير ذلك من الصفات المذمومة؛ لكي يكون محترما ومحبوبا لديهم.

وحسن المعاشرة والمعاملة قال عنهما الله تبارك وتعالى في الآية 19 من سورة النساء (وعاشروهن بالمعروف)، وفي الآية 36 من سورة النساء أيضا قال الله جل وعلا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا)، وفي الآية 151 من سورة الأنعام قال الله عز وجل (قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)، وفي الآية 35 من سورة الإسراء قال الله تعالى (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا). هذا ومن الأحاديث التي وردت في حسن المعاشرة والمعاملة حديث جاء فيه (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)، وحديث جاء فيه (إن الله يحب الرفق في الأمر كله)، و(خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه)، و(المسلم أخو المسلم لا يحل لمسلم باع لأخيه بيعا وفيه عيب إلا بينه له)، و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، و(ما كان الرفق في شيء إلا زانه).

هذا ومن الأمثال الواردة بصدد حسن المعاشرة والمعاملة: (أعن أخاك ولو بالصوت) و(إياك وما يتعذر منه)، و(تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب)، و(حافظ على الصديق لو في الحريق)، و(لا تكن رطبا فتعصر ولا يابسا فتكسر)، و(من لانت كلمته وجبت محبته)، وهناك قول للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال (اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها). هذا ومما قيل من الشعر حيال حسن المعاشرة والمعاملة قول للإمام الشافعي رحمه الله قال فيه:

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق بالتي هي أحسن

وقال شاعر:

فعاشر ذوي الألباب واهجر سواهم

فليس بأرباب الجهالة مجنب

وأسأل الله تعالى أن يسود حسن المعاشرة والمعاملة بين المسلمين، وهو القادر على ذلك.