الرأي

أسواقنا والأسعار وتصحيح المسار

عبدالرزاق سعيد حسنين
نحمد الله تعالى على أن المملكة تمثل الثقل الاقتصادي والتجاري العالمي، بما يؤكد أننا لسنا بمنأى عن الأسواق العالمية في الدول المجاورة العربية وغيرها، وبما يعني لزوم وصولنا إلى أرقى المستويات في التوازن التسويقي لجميع السلع المعروضة في أسواقنا. وفي اعتقادي جازما أنه لن يتحقق ذلك التوازن المنضبط إلا في ظل وجود تنظيمات جديدة أو هيئة مالية تتولى شؤون أسواقنا المحلية، تساهم في تصحيح مسارها، على غرار هيئة سوق المال والأسهم، تعمل على تصحيح مسار أسواقنا، بعد أن تجاذفت بعضها الكثير من التجاوزات غير المنطقية، في مسرحية طال جدالها، جميع أضلاع المثلث الواحد: (التاجر والمستهلك ووزارة التجارة)، فالتاجر يهدف إلى الربح، والمستهلك يفتقد إلى الثقافة التسويقية، وفي غياب الرقيب (وزارة التجارة)، يغلظ سوط التاجر الذي تضخمت أرصدة بنوكه على حساب عزيزي المستهلك (بفتح اللام). وفي ظل تنامي أسواقنا وانتشارها، سيكون البقاء حتما للأقوى، في ظل تفاوت الأسعار، التي أفقدت المستهلك الثقة في مجمل المحال التجارية والصيدليات.. وهنا أستأذنك عزيزي القارئ بسرد موجز لموقف حدث معي، لتعرف بلا تعجب أسباب انتشار الصيدليات التجارية، التي ضاهت محال بيع الفول والتميس بين كل زاوية وشارع، إذ اشتريت من إحدى الصيدليات المشهورة (مرطب بشرة) لأجدد بشرتي التي أرهقتها السنون، وبسعر 15 ريالا، وبعد يوم صادفت السلعة نفسها في محل تجاري بسعر 10 ريالات، ولحرصي على تصحيح مسار تجاذف موجة الأسعار، اشتريته وذهبت به لتلك الصيدلية، لأفاجأ بعدم المبالاة من الصيدلاني المتواجد فيها، بل وعدم خوفه لعبارة: سأبلغ عنكم وزارة التجارة، فهل تيقن ذلك الصيدلاني بعدم جدوى صوتي، أم إنه على يقين بغياب الرقيب على تسعيرة أسواقنا والصيدليات ذات الأسماء اللامعة، أتمنى غير ذلك. ولا يختلف اثنان على أنه من الطبيعي أن تختلف الأسعار من محل لآخر وبهللات معدودة، ولكن ليس بذلك الجشع الذي تشهده أسواقنا، لتأرجح الأسعار بين الهبوط والارتفاع في المواسم والأعياد، وفي جميع الحالات لا يجد المستهلك بدا من الدفع لرغبته في الشراء، ولاعتقاده بعدم جدية تفاوضه، الناتج عن رغبة الكثير من التجار بلوغ الثراء السريع وكذا غياب الرقيب. وفي اعتقادي أن أسواقنا ستظل تعيش تلك المسرحية الهزلية في تضارب الأسعار، إلى أن تظهر على صفحات إعلامنا بوادر التنفيذ الفعلي وليس التصويري الوهمي، لتلك اللوائح الرقابية الصارمة، وتطبيق العقوبات بالإغلاق والتشهير لردع المتلاعبين، ليهنأ عزيزي المستهلك (بكسر اللام) بالعيش الرغد الذي تتمتع به بلادنا، بفضل من الله ثم بالدعم اللامحدود من قيادتنا السعودية حفظها الله. وأسواقنا وما تشهده في كل المواسم من عروض التخفيضات التي تعد بعضها مهزلة بتلك العروض الوهمية التي تملأ واجهات المحال التجارية تعكس صورة غير حضارية عن التجارة في وطننا الذي شع منه نور الإسلام. وختاما هل ستظل أسواقنا تشملها فوضى الأسعار؟ أم ستشهد موجة تصحيح المسار الذي بكل فخر طال كل الجهات المعنية، في ظل خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم سلمان الخير وحكومته العازمة على البناء السليم والرؤية المستقبلية، وقد أرهق تلاعب هؤلاء وهؤلاء بأسعار بعض السلع الاستهلاكية الأساسية، كاهل المواطن والمقيم، لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، إذ يتسابق بعض التجار في اتباع طرق وأساليب ترويجية ملتوية، ترهق ميزانية المستهلك، متناسين أن رمضان شهر الرحمة والطمأنينة، وليس بالضرورة أن يستخدمه بعض التجار سوطا يلهب ظهور الآخرين بحجج جلها واهية.