البلد

من خطب الجمعة

u0645u0635u0644u0648u0646 u064au0633u062au0645u0639u0648u0646 u0644u062eu0637u0628u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0641u064a u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a u0623u0645u0633 (u0648u0627u0633)
الجنة المعجلة «معرفة الله هي باب التوحيد الأعظم، ومنشور الولاية الأقوم، ومن رسخت في قلبه هذه المعرفة وعرف الله بأسمائه وصفاته وربوبيته وأفعاله دخلت قلبه أنوار التوحيد، فلا يعبد إلا الله، ولا يسأل إلا الله، ولا يصرف ألوان العبودية كلها إلا لله وحده. ولن يصل عبد إلى تحقيق التوحيد الخالص إلا بالمعرفة الحقة بالله. ولله تعالى جنتان، جنة معجلة في الدنيا هي وسيلة وطريق إلى الجنة الأخرى جنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة، وكثير من الناس خرجوا من الدنيا وهم لم يذوقوا طعم جنة الدنيا المعجلة، ولم يعرفوا لها رسما ولا وسما، مما كان سببا لجفاف الأرواح وصدأ القلوب وتناكر النفوس، واستيلاء أمراض الشهوات والشبهات على العقول والقلوب. إن هذه الجنة المعجلة في الدنيا هي جنة المعرفة بالله والصلة به، تلك المعرفة الحقة الحية النابضة، إنها جنة والله، وأي جنة! من ذاقها وتنعم بها وارتشف رحيقها لم يبغ عنها حولا، ولم يطلب غيرها بدلا، إنها أنس المؤمنين وبهجة الموحدين ولذة الصادقين، ومهما سعى الناس في طلب اللذة والسعادة والطمأنينة فلن يجدوها على الحقيقة والدوام، وعلى الدعاة والمصلحين وأرباب الإعلام وغيرها استشعار فداحة الخطب وحجم الخسارة حينما ينشغلون بأمور جزئية فرعية ويغفلون عن هذا الأصل العظيم الذي به حياة العقول والقلوب واستقامتها وفلاحها، وهو السياج المنيع لكل المجتمع ضد أفكار التطرف والشبهات وأمراض الهوى والشهوات، فلن تصلح أحوال أمتنا إلا بالتوحيد الصحيح وقوة المعرفة بالله والتعلق به، وما انتكس المنتكسون وتنكبوا طريق الهدى وارتدوا على أدبارهم إلا بسبب ضعف المعرفة بالله وهشاشة العلاقة به سبحانه، مما كان سببا لتزلزل القلوب وتغير المبادئ وانسلاخ اليقين من القلوب لأول عارض ولبارق طمع ولشوب غرض ومصلحة». خالد الغامدي - الحرم المكي السقيم والمستقيم «في ظل ما تعيشه البشرية من تقارب معلوماتي رهيب تكثر الانحرافات في المناهج، وتنتشر بين المسلمين مظاهر خطرة من فتن تنال الدين القويم والخلق الكريم، وهكذا البشر حين تتاح لهم الفرص لطرح آرائهم وأفكارهم بمنأى عن الوحي المنزل. إن المسلمين اليوم في ضرورة إلى الميزان السليم في فرز السقيم من المستقيم، واتباع الثوابت الربانية والقواعد الإلهية التي تقف بالمسلمين في شاطئ الأمان بمعزل عن كل فكر مسموم ومنهج منحرف مذموم. إن كتاب الله جل وعلا ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قد قررت قواعد تنير للأمة الطريق الأسلم والمنهج الأقوم، ولا يرتفع عن الحياة الشقاء ولا يزول عن دنيا الناس وآخرتهم العناء إلا إذا ساروا بمنهج الكتاب واستسلموا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وإن الأصل العظيم لصلاح وفلاح أمة الإسلام أفرادا ومجتمعات هو التسليم الكامل لشرع الله جل وعلا، وإخضاع كل تحرك وتصرف لحكم الله ثم حكم رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فواجبهم جميعا تعظيم أمر الله عز وجل، ومراقبته سرا وجهرا في العسر واليسر، في المنشط والمكره، في السراء والضراء، في الرخاء والبأساء. وإن من مقتضيات الإيمان وصفاته وأركانه الإسراع إلى مرضاة الله جل وعلا والاستهداء بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، مع الإذعان والاستسلام والخضوع لحكم الله سبحانه وتعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في كل شأن وفي كل حين ووقت، حتي لا يبقى للعبد خيار عن تنفيذ أمر الله جل وعلا وأمر رسوله عليه السلام مهما كانت الأهواء والرغبات. ومن لوازم الإيمان أن يعيش المجتمع المسلم في ظل الشرع المطهر، وأن تكون رغباته وتوجهاته تبعا لما جاء في كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في سائر المناشط وكافة التصرفات وجميع التحركات والتوجهات، فهذا سبيل أهل الصلاح والفلاح، وصراط المتقين والفائزين». حسين آل الشيخ - الحرم النبوي