جامعة تبوك وحلم أمير المنطقة
الجمعة / 2 / شعبان / 1438 هـ - 19:15 - الجمعة 28 أبريل 2017 19:15
تشرفت يوم الأربعاء الماضي 29 /7 /1438 بحضور حفل تخريج الدفعة الـ11 لجامعة تبوك، على شرف أمير منطقة تبوك، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، وبفضل الله وتوفيقه، أن ابني (حسن) أحد خريجي هذه الدفعة. وأنا أشاهد هذا الحفل البهيج والمبهر، والفرحة والسعادة تغمرني أذهلتني هذه الأعداد الكبيرة من الخريجين، وقد رجعت بي ذاكرتي إلى الوراء 30 عاما.
ففي عام 1407 تم افتتاح الكلية المتوسطة لإعداد المعلمين بتبوك، فالتحقت بها، لتكون هذه الكلية الوليدة هي اللبنة الأولى وبداية انطلاق مسيرة التعليم العالي في هذه المنطقة، كانت الدراسة فيها لمدة سنتين بعد الثانوية العامة، يحصل فيها المتخرج على شهادة الدبلوم، تؤهله للعمل في مهنة التعليم، تخرجت الدفعة الأولى عام 1409، وكان لي الشرف أنني من ضمنهم، أتذكر أن الكلية بدأت بداية صعبة، درسنا في مبنى مدرسة متوسطة، في أحد الأحياء السكنية وسط تبوك، بدأت الكلية بمائة وثمانين طالبا فقط، منهم من أبناء مدينة تبوك وعدد غير قليل قدموا من جميع محافظاتها، للدراسة في هذه الكلية الجديدة والوحيدة في المنطقة، وبثمانية أعضاء فقط من هيئة التدريس، جميعهم من الأشقاء المصريين، منهم من لا يزال اسمه عالقا في ذهني إلى اليوم، السعودي الوحيد هو عميد الكلية الأستاذ نصر مرعي، متعه الله بموفور الصحة والعافية. ويعود الفضل بعد الله في افتتاحها، إلى سمو أمير المنطقة فهد بن سلطان، وقد حظيت باهتمام بالغ ومتابعة شديدة وبدعم متواصل من سموه الكريم، لتقف هذه الكلية على أقدامها، وتقدم رسالتها وتقوم بدورها في خدمة أبناء المنطقة، وتغطي حاجتها من المعلمين. كان طموح وحلم أمير المنطقة آنذاك بأن تكون هذه الكلية نواة لجامعة عظيمة في المستقبل، نفخر ونعتز بها جميعا.
ما بين حفل تخرجي في 1409 وحفل تخرج ابني الأربعاء الماضي 30 عاما هي مسيرة جهد عظيم، وعطاء متواصل وعمل دؤوب، وإصرار وتحد لا يعرفان اليأس، يشرف عليه ويرعاه ويدعمه أمير المنطقة ليتحول الحلم إلى حقيقة وواقع ملموس.
فقد تحولت الكلية ذات المائة والثمانين طالبا، وثمانية أعضاء من هيئة التدريس، إلى مدينة جامعية عظيمة، تضم عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، ومئات من أعضاء هيئة التدريس، وبها غالبية التخصصات العلمية والأدبية، لتضاهي كبرى الجامعات السعودية، وافتتحت لها فروع في جميع محافظات المنطقة، ورغم كل هذه الإنجازات الكبيرة، والنهضة التعليمية العظيمة التي شهدتها المنطقة، لا يزال سمو الأمير فهد بن سلطان يحلم بتحقيق المزيد، بل ويطلب من الخريجين والخريجات ويحثهم في كلمته التي ألقاها أمامهم، قائلا لهم: احلموا واعملوا، ولا يقتصر حلمكم على نطاق واحد، وسوف تحققون ما تحلمون به، فبلدكم بلد تحقيق الأحلام. بعد الذي شاهدته قلت: من حق أمير منطقتنا ومن حقنا نحن أيضا أبناء المنطقة أن نفخر ونعتز بما تحقق.