عودة البدلات.. ثقافة الادخار
الثلاثاء / 28 / رجب / 1438 هـ - 20:00 - الثلاثاء 25 أبريل 2017 20:00
لأجل الرفاهية، تعايش كثير من السعوديين الأشهر الماضية مع التقشف الذي طال دخلهم، ولم يتقبلوا أن يطال التقشف مظاهر رفاههم، بحكم أنهم أحد الشعوب المهتمة كثيرا بذلك النمط من الحياة. ففي داخل الأسرة المتوسطة يمكن لأفرادها أن يعيشوا نفس مستوى الرفاهية الذي يعيشه الثري، ومعلوم أن الفرد السعودي متوسط الدخل يستطيع أن يجرب ما يأكله الثري، وأن يجرب التنزه في المنتجعات الراقية، وأن يرتدي ويقتني ما يرتديه ويقتنيه الثري وإن كان بمتوسط مرة في السنة من خلال الادخار أو الوقوع تحت طائلة الاقتراض البنكي، وعندما أتحدث عن الاقتراض البنكي فأغلبية من يقترضون من البنوك لا يقترضون من أجل الاستثمار وإنما من أجل شراء مسببات الرفاهية من أثاث وسفريات للخارج.
اليوم بعد عودة البدلات كيف سيكون الحال لدى تلك الفئة التي لم تتقبل نفسيا واقتصاديا نزولها عن مستوى الرفاهية قبل استقطاع البدلات، فاستمرت في الإنفاق على الرفاهية، وإن كان من خلال التوفير في مصروفات أخرى أساسية كالطعام والشراب والعلاج في مقابل توفير مدخر للسفريات واقتناء الأزياء وغيرها؟.
إعادة برمجة نمط الحياة والتكييف مع الواقع الجديد حالة مطروحة في كل مرحلة زمانية، ولكن قد لا يستوعب البعض أن عودة البدلات لا تعني أننا باقون في هذه المرحلة، ولكننا مقبلون على ارتفاع موعود في نمط المعيشة، وتغير بعض الأنماط الاستثمارية في الداخل، مما يعني أن البدلات أصبحت ضرورة لعودتها في الرواتب أكثر من كونها عودة للدلال والترفيه. فهل يمكن لأفراد الأسرة إعادة ترتيب الأولويات والبحث عن فرص استثمار أو تحسين مستوى الدخل حتى يعود التوازن داخل الحياة من الاستمتاع بوسائل الرفاهية مع عدم القلق من انخفاض مستوى الدخل. فكرة اللجوء للقروض البنكية من أجل ترف مثلا كشراء حقيبة يد بـ30 ألف ريال أو الخضوع لعملية تجميل في عيادة خاصة شهيرة بـ20 ألف ريال يمكن التخلي عنها، فكرة التخلي بذاتها في هذه المرحلة عن المظاهر صعبة، ولكنها مهمة جدا وتتطلب شجاعة وحزما نفسيا وثقة أكثر بالنفس.
ستكون مظاهر الترف في المرحلة القادمة شبيهة بمظاهر الترف في الدول المتقدمة، فالترف في الدول المتقدمة داخل الأسرة يعني أن يحصل أفرادها على تعليم جامعي في جامعات مرموقة حول العالم، ويعني العناية بالصحة العامة للفرد من خلال ممارسة الرياضة وتتبع أنماط الحياة الصحية في المأكل والمشرب والفحص الصحي الدوري، ويعني استقطاع نزهة سفر سنوية لاستكشاف العالم وطبيعة البلدان بعيدا عن السفر لمجرد شراء أزياء باهظة والقبوع في فنادق، ثقافة السفر لدى أفراد الدول المتقدمة تعني الاستكشاف والتمتع بالطبيعة والتجول في المتاحف والمطابخ وتذوق الأطباق العالمية وقراءة التاريخ والمستقبل.
Seham.t@makkahnp.com
اليوم بعد عودة البدلات كيف سيكون الحال لدى تلك الفئة التي لم تتقبل نفسيا واقتصاديا نزولها عن مستوى الرفاهية قبل استقطاع البدلات، فاستمرت في الإنفاق على الرفاهية، وإن كان من خلال التوفير في مصروفات أخرى أساسية كالطعام والشراب والعلاج في مقابل توفير مدخر للسفريات واقتناء الأزياء وغيرها؟.
إعادة برمجة نمط الحياة والتكييف مع الواقع الجديد حالة مطروحة في كل مرحلة زمانية، ولكن قد لا يستوعب البعض أن عودة البدلات لا تعني أننا باقون في هذه المرحلة، ولكننا مقبلون على ارتفاع موعود في نمط المعيشة، وتغير بعض الأنماط الاستثمارية في الداخل، مما يعني أن البدلات أصبحت ضرورة لعودتها في الرواتب أكثر من كونها عودة للدلال والترفيه. فهل يمكن لأفراد الأسرة إعادة ترتيب الأولويات والبحث عن فرص استثمار أو تحسين مستوى الدخل حتى يعود التوازن داخل الحياة من الاستمتاع بوسائل الرفاهية مع عدم القلق من انخفاض مستوى الدخل. فكرة اللجوء للقروض البنكية من أجل ترف مثلا كشراء حقيبة يد بـ30 ألف ريال أو الخضوع لعملية تجميل في عيادة خاصة شهيرة بـ20 ألف ريال يمكن التخلي عنها، فكرة التخلي بذاتها في هذه المرحلة عن المظاهر صعبة، ولكنها مهمة جدا وتتطلب شجاعة وحزما نفسيا وثقة أكثر بالنفس.
ستكون مظاهر الترف في المرحلة القادمة شبيهة بمظاهر الترف في الدول المتقدمة، فالترف في الدول المتقدمة داخل الأسرة يعني أن يحصل أفرادها على تعليم جامعي في جامعات مرموقة حول العالم، ويعني العناية بالصحة العامة للفرد من خلال ممارسة الرياضة وتتبع أنماط الحياة الصحية في المأكل والمشرب والفحص الصحي الدوري، ويعني استقطاع نزهة سفر سنوية لاستكشاف العالم وطبيعة البلدان بعيدا عن السفر لمجرد شراء أزياء باهظة والقبوع في فنادق، ثقافة السفر لدى أفراد الدول المتقدمة تعني الاستكشاف والتمتع بالطبيعة والتجول في المتاحف والمطابخ وتذوق الأطباق العالمية وقراءة التاريخ والمستقبل.
Seham.t@makkahnp.com