ما زال عشاق (الطقطقة) يسوطون الفنان الخلوق (عبادي الجوهر) سخرية وتهكمًا؛ بعد أن سمعوا كلمة (الخناشير) التي وصف بها الذكور من جمهوره على أنها (الخنازير)!! ومهما اختلفنا حول قيمة هذا الفنان القدير فلن تجد (خنشورين) سعوديين ولا عربيين، يشككان أو يُطرِّزان أو يُخرِّمان في أخلاقه العظيمة، وأدبه الجم، وتعامله الإنساني الرقيق؛ الذي رضعه من والدته الطاهرة، قبل أن يتعلم العزف على العود وهو ابن (11) عامًا!! ولكن من سوء حظه وحظ جيله؛ أنه لن يجد في وسائل التسافه والتفاصل الاقتماعية (خنشورًا) يحسن الظن ويبحث لنجمه الخلوق عن عذرٍ واحد؛ لا سبعين عذرًا كما قال سيدنا (عمر بن الخطاب)! ولن يجد إلى عصر يوم القيامة (خنشورًا) منصفًا؛ يتَّهم سمعه بالاحتقان بسوء الظن؛ فيعالج أذنه ولو بـ(كي) الطبلة عند أي (لحّام)، ويعيد المقطع عشرات المرات، ويستعين بكل من يعرف من أطباء العصب الثامن، وخبراء (القواقع) - السمعية لا البحرية ـ ومهندسي الصوت، والمتخصصين في تقنية الجوالات، ومتذوقي أوركسترا (مهرجان اليابان)، ومشعوذي (تنميل الذات)؛ فيغمض عينيه ـ إن كانتا مفتحتين أصلًا ـ ويمشي على الجمر، ويحطم ألواح صندوق (بيض اللقلق) ويقول: أكيد (أنا) سمعتها خطأً! إنه يقول (الخناصير)، أو (الخناسير)، أو (الخناجير)! أو أي كلمة غريبة أخرى؛ ولكن لا يمكن أن يتفوه (أبو سارة) ـ ولو بينه وبين نفسه ـ بلفظة (الخنازير) في حق الذين يقتلون شعبهم بالكيماوي، والذين يساعدونهم ويدافعون عنهم بـ(الفيمتو) ـ كما سمعها (خنشور) ما لأول مرة وهو صغير ـ في الأمم المتحدة الدبُّوسية الأمريكية الروسية! فكيف يصف بها من تزاحموا على مسرح المفتاحة حبًا لشخصه واستمتاعًا بفنه؟؟ ولن يجد (خنشورًا) يدفعه حب المعرفة إلى نفض الغبار عن قواميس اللغة العربية مثل (تاج العروس للزبيدي)؛ ليجد بيت شعر في (المهايط)، دفنه غبار (جدة) في (تبوك)، ويستعين بخبير الآثار العالمي الدكتور (علي غبان) لتحديد القائل ومن أي الأسر (الفرعونية) هو؛ إذ يقول: أَنا القُلاَخُ بنُ جَنَابِ بنِ جَلاَ ... أَبو خَنَاشِيرَ أَقودُ الجَمَلاَ!!! والشاهد في قوله (خناشير) وتعني: الدواهي والأعاجيب، وهي صفات رجال زمن الطيبين في حاضرة الحجاز، ويقابلها في نجد (المطانيخ)، و(صليبين الرأي) عند البادية!!! وحتى بعد توضيحه للمعنى، لن يجد (خنشورًا) يعترف بالخطأ! وإن زودها (عبادي)؛ فلن يعدم من يتهمه بالمساهمة في الفساد بأول أغنية له تقول: «يا غزال»!!