تفاعل

تخريب الفن

عبدالإله الجبل
الفن هو نتاج إبداعي وأداة للتعبير عن الواقع بلمسات جمالية، سواء بريشة إبداعية بالرسم أو بالكلمات أو بالنحت أو غيرها الكثير مما يندرج تحت مسمى الفنون الجميلة، ولا يكاد يخلو بيت من الموهوبين بالرسم أو غيره من بقية الفنون. لدينا طاقات ومواهب مدفونة ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بانتشار الكثير من المبدعين الذين ترجموا إبداعاتهم، وعلى سبيل المثال الرسام أحمد زهير الذي عبر عن حزن الجميع بجدارية كورنيش جدة لرحيل الملك عبدالله، رحمه الله، فكانت تلك الخطوة نقلة نوعية لذلك الفن، وخطوة متقدمة للفت الأنظار لتلك المواهب، ولكن شوه الجدار بعد ذلك للأسف!

لا أعلم لماذا لا يتم الاستفادة من هواة الرسم والفنانين المبدعين من قبل وزارة النقل وأمانات المناطق وذلك ضمن آلية معينة وطريقة مدروسة لاستثمار تلك الطاقات الشابة في تزيين الجسور وجوانب الطريق لدينا، أليس ذلك أفضل من إهدار الملايين على مشاريع وإسنادها إلى شركات متخصصة ثم نكتشف فيما بعد أنها أشكال تنافي قيمنا الإسلامية كما حدث في الطريق الدائري الثاني بالمدينة المنورة عام 2015 إذ كانت الأشكال الجمالية عبارة عن نجمة سداسية اضطرت إدارة الطرق فيما بعد إلى طمسها!

بالمناسبة أيضا نحتاج إلى توعية لاحترام الآخر، فهناك كثير من التصرفات المسيئة نشاهدها بالشوارع والمرافق العامة منها ما هو تشويه للمناظر، ومنها ما هو تجيير لتلك الموهبة بأشياء لا تليق، ومنها ما هو تخريب متعمد كما يحدث باللوحات الإعلانية أو الرسومات الإبداعية.

أعتقد، والعلم عند الله، أن الفن ذوق رفيع وميدان واسع وثري للتعبير عن أي فكرة والاطلاع على هوية الإنسان، ولا ينحصر الفن على الرسم فقط، بل هناك المسرح والتلفاز الكبير (السينما) والموسيقى والطبخ أيضا!

حقيقة، تلك المعتقدات المحاربة للفن هي نتاج أفكار قديمة واجتهادات خاطئة جراء التشدد وقراءة الأحكام من منظور ضيق، وبما أني لا أجيد الرسم وأتمنى تعلمه، وبما أنك أنت أيضا لا تجيده، فلم تحاربه، فعدم معرفتك ودرايتك بشيء ما لا يجرئك على منعه.. لذلك أنصحك بالسكوت، فالسكوت يعتبر فنا راقيا!