تفاعل

فينيسيا وكرنفال الشعر

كأن طيفا حالما تهادى في خاطري خلال مكالمتي مع الدكتور صلاح المحاميد الأديب الطبيب العربي الإيطالي يدعوني لحضور احتفالية اليوم العالمي للشعر في فينيسيا (البندقية) فتنة الدنيا وأحلام الدهور.

أسعدتني المكالمة كما لم تسعني الفرحة عندما وصلتني رسالته بالإيطالية لنص قديم كتبته بعنوان (اليوم عيد) اختارته جمعية الشعر في فينيسيا ليكون ضمن المشاركات في احتفاليتها برعاية بلدية المدينة (فينيسيا) وإشراف اليونسكو التي اختارت اليوم الـ21 من مارس كل عام للاحتفال بالشعر.

(اليوم عيد)

يزهر الوقت في صحبتك

وكل الأماكن تحلو معك

ولكن ماذا يعتريني؟

عندما تأتيني

فترتدي مدينتي البهاء

ويورق المساء

بأحلى نشيد

يا لقلبي السعيد

فأنت فجأة هنا

لتضحك المنى

من وقتها العنيد

النور فجر

والغيم عطر

واليوم عيد

ذلك الطيف سرى حاملا اللحن الشجي (الجندول) الذي أبدعته عبقرية الموسيقار محمد عبدالوهاب لقصيدة كتبها الشاعر علي محمود طه أوائل القرن الماضي، بعنوان (كرنفال فينيسيا) التي وصف فيها اللحن وتغنت الكلمات بجمال المدينة وقنواتها وجندولها الذي جعل منها مهدا للجمال وينبوعا للنور.

كنت حريصا في رحلتي التي تخللتها المفاجآت المدهشة والتي كانت أولاها إضراب المطار في إيطاليا الذي أخر وصولي يوما كاملا، كنت حريصا على أن تكون جدة مدينتي العريقة معي، حيث نالت اللوحة التشكيلية التي حملتها هدية لبلدية فينيسيا الإعجاب بأشكال الرواشين التي أضافت للشعر في ليلته رومانسية أدهشت الحضور الذي تنوع في ثقافته وتصوراته وطروحاته.

ولقد نالت الإعجاب كذلك رسالتي القديمة التي كتبتها في سجل الزوار بالعربية يوما في معرض أقيم في بيت الفنان السريالي سلفادور دالي في ضاحية مونت مارتر في باريس، وقد تكون النص العربي الوحيد في سجل زوار ذلك المعرض السريالي، والذي كتبته وقد عقدت لساني الدهشة لما شاهدت من أعمال والتي أذكر منها:

«قادم في موجة من عبث

تسبقك نبوءة عراف مجنون

تسكنه العاصفة»

كان لقاء الشعر وأمسيته كرنفالا أعاد لي الانبهار الذي عشته في زيارتي الأولى لهذه المدينة قبل أكثر من 20 عاما.