أعمال

أسواق أرامكو في 2030 ضمن أكبر 30 اقتصادا عالميا

أمام الحضور في مركز دراسات سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر أمس الأول أن الشركة لا تزال تستهدف مضاعفة قدرتها التكريرية لتصل إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل يوميا. وقال الناصر إن الشركة تبحث عن مشاريع استثمار تستند إلى رؤية طويلة الأجل تمتد لعقود وتتوقع استمرار دعم نمو الطلب للتوسع في التكرير والتسويق في الولايات المتحدة وآسيا وأسواق أخرى. وأضاف أن آسيا تمثل بالفعل ما بين 60 و70% من صادرات أرامكو وينظر إليها على أنها سوق مستمرة النمو. وحتى الآن توجد أرامكو بمصفاة في كل من اليابان والصين وكوريا والولايات المتحدة، حيث تمتلك مصفاة بورت أرثر الأكبر في أمريكا. وتنوي التوسع في الصين وبناء مصفاة في الهند وماليزيا وإندونيسيا والدخول في مشروع مصفاة جديدة في الولايات المتحدة. كما تجري محادثات مع جنوب أفريقيا للدخول في أحد المصافي هناك، وفي الوقت ذاته تبحث عن فرصة في قطاع تجزئة الوقود في تركيا. وطبقا لرؤية «السعودية 2030» فإن أرامكو ستتوسع في قطاع التكرير والبتروكيماويات خارج المملكة. وبحسب تصريحات المسؤولين، ستكون هذه هي أبرز محطات أرامكو السعودية فيما يتعلق بالمصافي وقطاع التكرير مستقبلا. فكيف سيكون وضع هذه الأسواق في عام 2030؟ أجرت شركة برايس ووتر هاوس كوبر دراسة نشرتها في فبراير عن شكل اقتصادات العالم مستقبلا، وبالنظر إلى الدراسة فيبدو أن أرامكو أحسنت اختيار الأسواق التي تريد أن تتوسع فيها حتى الآن. ففي عام 2030، ستكون الصين هي أكبر اقتصاد في العالم بواقع 38 تريليون دولار، تليها الولايات المتحدة بنحو 23.5 تريليون دولار. وستكون الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحجم 19.1 تريليون دولار وهو ما يثبت أهمية دخول أرامكو السوق الهندية. وصرح وزير الطاقة الهندي دهرمندرا برادان هذا الشهر أن شركات التكرير الحكومية ستبني مصفاة جديدة ضخمة ومجمع بتروكيماويات في غرب البلاد، وأرامكو تجري مفاوضات للدخول في المشروع. أما اليابان حيث توجد أرامكو من خلال مصفاة شوا شل، فستكون رابع أكبر اقتصاد بحجم 5.61 تريليونات دولار. ودخلت أرامكو وبرتامينا الإندونيسية في العام الماضي في شراكة لبناء مصفاة بحجم 300 ألف برميل يوميا في جاوة لتدعم أرامكو وجودها في البلد الذي سيكون خامس أكبر اقتصاد في العالم. وتركيا التي تبحث فيها أرامكو عن فرصة فستكون الاقتصاد رقم 12 على مستوى العالم حينها بحجم 2.99 تريليون دولار، فيما ستكون كوريا الجنوبية حيث تمتلك أرامكو أغلبية مصفاة إس أويل، الاقتصاد رقم 14 عالميا. وستكون جنوب أفريقيا هي الاقتصاد رقم 30 على مستوى العالم بحجم 1.15 تريليون دولار. ماذا يعني كل هذا؟ يعني أن مستقبل أرامكو مزدهر حسب المعطيات حتى لو تراجع الطلب عالميا على النفط، لأنها ستكون قد ثبتت أقدامها وحصلت على حصص سوقية في قطاع التكرير في أكبر 30 اقتصادا عالميا، وستتمكن من إيجاد مكان لبراميلها النفطية وستحقق دخلا من مبيعات المواد البترولية.