البلد

من خطب الجمعة

u0645u0627u0647u0631 u0627u0644u0645u0639u064au0642u0644u064a u062eu0644u0627u0644 u062eu0637u0628u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0623u0645u0633 (u0648u0627u0633)
افتراق القلوب «لا شيء أكثر إخلالا بالأمن والأمان من اختلاف الكلمة وافتراق القلوب، فلذا أمر صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لولاة الأمر، وحرص صلى الله عليه وسلم على سلامة الأمة ووحدتها، وشد بنيانها واجتماع كلمتها، إلى آخر لحظات حياته، ولئن كان اجتماع الكلمة ضرورة في كل وقت وحين، فالمسلمون اليوم أحوج إليه من أي وقت آخر، فالاجتماع رحمة، والفرقة عذاب، ولكن إذا كنا نريد وحدة الصف وجمع الكلمة، فلا بد من استيعاب تعدد الآراء والاجتهادات، في حدود شرعنا المبارك، فهؤلاء أنبياء الله تعالى قد اختلفوا فيما بينهم، وهم خيرة خلق الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فذكر الله تعالى في كتابه العزيز ما حصل من خلاف بين موسى وهارون عليهما السلام «قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري، قال يا بنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي»، فالخلاف قد حصل، ولكن كل منهما للآخر قد عذر، ولا يجوز لأحد أن يجعل من هذا الخلاف سببا للفرقة والنزاع واختلاف القلوب، حيث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما بينهم من المودة والرحمة والألفة، قد يحصل بينهم خلاف، ولكن كانت نفوسهم صافية نقية، وإن المسائل التي خالف فيها الشافعي أبا حنيفة في الفقه كثيرة، ومع ذلك قال «الناس في الفقه، عيال على أبي حنيفة»، ويقول الإمام أحمد «لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا»، وإن هذه المواقف النيرة من تاريخ سلفنا الصالح، هي الموافقة للمقاصد الشرعية، الآمرة بالتآلف والتراحم، الذي يجب أن يسود بين المسلمين جميعا، لا أن يكون الشقاق والنزاع هما الأصل في كل خلاف، والله تعالى يقول «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين». ماهر المعيقلي - الحرم المكي آيات للمتوسمين «إن الاعتبار من أعمال العقول المستنيرة ومن أعمال البصيرة الخبيرة، وإن الاعتبار يهدي إلى الفوز والنجاة من المهلكات، ويوفق صاحبه إلى عمل الصالحات وتكون عواقبه إلى الخيرات، كما أن الاعتبار هو الانتقال من حالة مشاهدة أو حالة ماضية ذات عقوبة ونكال إلى حالة حسنة باجتناب أسباب العقوبة والنكال أو الانتقال من سيرة الصالحين وما أكرمهم الله به إلى العمل بأعمالهم واقتفاء آثارهم أو التفكر في طبائع المخلوقات ومعرفة أسرارها وصفاتها والحكمة منها لعبادة خالقها، وتخصيصه بالتوحيد والطاعة تبارك وتعالى، حيث خلق الله عز وجل الخلق وجعل للكون سننا فجعل الطاعة سببا لكل خير في الدنيا والآخرة وجعل المعصية سببا لكل شر في الدنيا والآخرة، وإن الله سبحانه وتعالى قد قص علينا في كتابه وقص علينا رسوله صلى الله عليه وسلم من قصص وأحوال الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ما فيه النجاة من العقوبات والفوز بالخيرات وما فيه أحسن العواقب ورفع الدرجات، قال الله تعالى «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون»، وقال سبحانه «ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين». وأشار إلى أنه في قصة قوم لوط عليه السلام «آيات للمتوسمين»، وأما من لا يعتبر ولا يتعظ ولا يحاسب ولا يعمل لآخرته ولا يحجزه دين ولا عقل عن القبائح والآثام فهو كالبهيمة، قال تعالى «أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا». علي الحذيفي - الحرم النبوي