تفاعل

بكت ملكة وبكى داود وبكينا جميعا شكرا ولي العهد

عبدالله حسن أبوهاشم
أي برنامج تلفزيوني في الدنيا، مهما كان قويا وناجحا، وحتى إن كان يعرض على قناة قوية، خاصة البرامج التي يستمر عرضها لسنوات، إذا كان ينتهج نمطا واحدا، ولم يطرأ عليه أي تغيير وتطوير يبقيه على حالته الأولى من القوة، ويجعله حاضرا دائما في أذهان الناس، سيصاب حتما في نهاية المطاف مع مرور الوقت بحالة مرضية، تقتل أي برنامج، وهي الفتور والملل والرتابة، فيبدأ كثير من المشاهدين بالابتعاد عنه تدريجيا، وربما نسيانه مع الأيام، فتقل نسبة المشاهدة عما كانت عليه في بدايات عرضه الأولى.

والإعلامي الناجح هو من يحمي برنامجه من الإصابة بهذه الحالة. ويبدو أن الأستاذ والإعلامي المخضرم داود الشريان، وبذكائه وخبرته الإعلامية الطويلة، متنبه جدا لهذا الأمر، فكلما أحس أو شعر أن المشاهد قد أصابه الملل، وبدأ يبتعد قليلا عن مشاهدة البرنامج، يعمل عملية إنقاذ لبرنامجه، يحميه ويحصنه من أن يصاب بهذه الحالة، فيخرج على المشاهدين ويفاجئهم بحلقة جميلة ومثيرة، تعيد للبرنامج حيويته وتجدد نشاطه، وتدفع به إلى الأمام، ويعيده ثانية وبقوة إلى أذهان الناس، يتابعونه وينتظرون ساعة عرضه.

مثلما حصل وفاجأ المشاهدين في حلقة الأحد 12 /7 /1438 بعرض قصة المواطنة السعودية (ملكة)، كانت حلقة متميزة بكل ما تعنيه الكلمة، حلقة تصور حالة إنسانية مؤثرة ومحزنة ومؤلمة أبكت الجميع، اختلطت فيها مشاعر الحزن والفرح في آن واحد، لم أتمكن من مشاهدة الحلقة على الهواء، أي في الساعة الثامنة، شاهدتها عند إعادتها في الساعة الواحدة ليلا.

وقبل هذا الموعد كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول وبشكل واسع مقاطع من تلك الحلقة. لا أريد أن أتحدث عنها، فالكثير شاهدها، لكنني أعجبت بصبر وتحمل هذه الفتاة التي عانت الأمرين، وببرها بوالدتها، وكما قال الأستاذ داود الشريان: برها بأمها، سخر لها من ساعدها وذلل أمامها الصعاب، ولم شملها بأمها وزوجها وأطفالها، شكرا سمو الأمير محمد بن نايف على ما قدمته لهذه المواطنة، وإن كان ما فعلته معها لم يكن مستغربا ولا غريبا عليكم، ولا على قيادتنا الحكيمة، التي تحترم الإنسانية كلها، وخيرها يصل إلى كل بقاع الأرض، فكيف مع مواطنيها. إنها مملكة الإنسانية يا ملكة. حفظكم الله.