الرأي

الأردن بلدنا والنشامى أهلنا وشعبنا

بعد عودة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه من الأردن والمشاركة بأعمال مؤتمر القمة العربية 28 وتشرفي بالمشاركة بالوفد السعودي في زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين للأردن، حيث كانت الرحلة كلها لها نهكة وقيمة خاصة جدا كوننا نشارك بقيادة سلمان الحزم وبرئاسته المباشرة، نعم هو ولي أمرنا وله السمع والطاعة لكن حين وصلنا للأردن الشقيق ووجدنا تلك الحفاوة بالاستقبال لسيدي خادم الحرمين الشريفين وتلك المحبة الخالصة التي أثبت من خلالها نشامى الأردن شعبا وحكومة وقيادة أن المملكتين بلد واحد وشعب واحد ومصير واحد، حقيقة ليست بغريبة على أهل الأردن، لكن وفي ظل الظروف العامة الصعبة التي تمر بها المنطقة كلها تجد شعبا أصيلا عربيا بكل فئاته يجمع بين الولاء والانتماء لوطنه ولقيادته مع الولاء للسعودية وقيادتها، فإنك بالتأكيد أمام حالة نادرة لا يستطيع عليها إلا نشامى الأردن. في ضيافة الملك عبدالله الثاني بن الحسين شعرنا بكل واقعية أننا في بلدنا وبين أهلنا، نعم صدق من قال إن القمة وإن كانت في الأردن، إلا أن السعودية وقيادتها كانت شريكة في الاستضافة وكأنها في الرياض الحبيبة، أهل الأردن لم يتركوا مجالا لنا إلا الانبهار بحسن التنظيم والاستضافة وفوق هذا كله كم كان لسلمان بن عبدالعزيز في زيارته الأثر الكبير والمحبة والإعجاب به وبشخصه، لم يوفروا كلمة إلا وقدموها يؤكدون فيها أن ولاءهم للقيادتين الأردنية والسعودية إنما هي حالة متوارثة عبر الأجداد للأحفاد، والأجمل في هذا كله أن القيادة بالأردن تعمل على الدوام على تعزيز ولاء وحب شعبهم النشامى للسعودية قيادة وشعبا. منذ ما سبق صعودنا إلى الطائرة لرحلة المشاركة في القمة، وحضور الشؤون الخاصة لسيدي خادم الحرمين الشريفين قوي مبادر يسهل الأمور ويذلل الصعاب، وزارة الإعلام ورئيس الوفد الإعلامي ومساعدوه كلهم كانوا على قلب رجل واحد أن يقوم الجميع بعمله ويخدم وطنه ويكون على مستوى الزيارة ومستوى وحجم رئيس الوفد الذي هو من له بايعنا على السمع والطاعة وتفديه الأرواح سيدي سلمان أبوفهد حفظه الله ونصره، سفارتنا في الأردن ممثلة بسفيرها سمو الأمير خالد بن فيصل وترتيباتهم المباشرة التي لم تجعلنا نفكر بأي شيء آخر سوى العمل وتمثيل السعودية على أكمل وجه. بكل المقاييس، كانت قمة ناجحة وكانت لحظات تخلد ونحن نمثل الوطن وقائد الوطن ونحن نرى الأثر الذي وقع على الشعوب العربية الشقيقة لسياسة المملكة الداعمة للخير ومصلحة العرب والعالم جميعا، الأردنيون استقبلوا سلمان استقبال الفاتح المنصور وهو كذلك فعلا، رغم كل ظروفهم الصعبة، إلا أن إصرارهم على الالتفاف حول قيادتهم أمر يرفع له العقال، فهنيئا لقيادتهم بهم وهنيئا لنا بهذا الجار الأصيل المقدام، ويكفي أن أخبركم أن البسمة ما فارقت محيا سيدي خادم الحرمين الشريفين، وهذا ما أكد على تصريح سمو سفيرنا في الأردن حين كلف بالمهمة وقال حينها بأن الملك سلمان قال له: لولا البروتوكولات السياسية، فإننا لا نحتاج لسفارة في الأردن فهذه بلدنا وهم أهلنا وشعبنا.