اللاعب والناديان.. اللهم قو إيمانهم!
سنابل موقوتة
الثلاثاء / 14 / رجب / 1438 هـ - 20:30 - الثلاثاء 11 أبريل 2017 20:30
كرة القدم ـ كما قد تعلمون ـ فكرتها الأساسية هي الترفيه، والترفيه هنا مشترك بين من يمارسها ومن يشاهدها ويزيد وزنه بعد كل مباراة، خاصة إذا كان مشجعا من أمثالي الذين يأكلون عندما يغضبون، ويشجعون فرقا متخصصة في إغضاب محبيها.
لكن الترفيه هذا الأسبوع أخذ منحنى جميلا في عالم كرة القدم السعودية، ومتابعة قضية لاعب النصر الذي وقع للهلال ثم غير رأيه وجدد عقده مع النصر أمر ممتع لأن هذه القضية جمعت كل أنواع الترفيه، فالأمر له علاقة بكرة القدم لأنه يخص لاعبا وناديين، وله علاقة أيضا بالمسرح والتمثيل والكوميديا.
فعلى ذمة الصحف الرياضية ـ وهي كما تعلمون ـ اللاعب يقول إنه رفض عقد الهلال لأنهم قدموا له ستة ملايين ريال سنويا بينما ينص النظام على مليونين وبضع مئات من الألوف فقط، ولفرط إيمان هذا اللاعب وتقواه رفض أن يأخذ ريالا زائدا عما يقوله النظام.
والنادي الذي وقع له يقول إن المبلغ الذي قدمه له كان سلفة عقارية لمساعدته في بناء مسكن ولا علاقة لها بعقده، وهذا من فرط صلاح وتقوى هذا النادي أيضا الذي قرر أن يمارس دوره الحقيقي في خدمة المجتمع ومساعدة المواطنين في حل مشكلة السكن المستعصية.
ثم يأتي النادي الثالث ليقول إنه جدد مع اللاعب لأنه لم يكن يعلم أنه وقع لغيره، مع أن هذا التوقيع شاهده الخلق جميعا صوتا وصورة، وأوقف النادي اللاعب عن المشاركة عقابا له على توقيعه. ولكن هذا النادي أيضا لفرط ورعه يمارس غض البصر ولا يحب أن يتطفل على أمور تحدث في أندية أخرى.
وعلى أي حال..
الله والناس وهيئة الرياضة والاتحاد السعودي والملاعب ومقاعد الجمهور وبائعو «الفصفص» عند الملاعب يعلمون أن الجميع في هذه القضية يكذبون، كما يحدث في كل القضايا المشابهة وما سيحدث في قضايا قادمة، ويعلمون أن الاتفاقات خارج القانون مجرد غسيل أموال، ولكن أصحاب الشأن ربما يستمتعون بخرق الأنظمة التي يخترعونها. فالذي حدد السقف الأعلى يعلم بالطرق التي تتبع للتحايل عليه، ولكن وكما قال الشاعر الجاهلي: اخدعني وسأتظاهر بأني لا أعلم.
algarni.a@makkahnp.com