الرأي

بين خبرين!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الخبر الأول: أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق مشروع مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية بمنطقة (القِدِيّة) جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث تعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترا مربعا. وبعد إعلان هذا الخبر امتلأت مواقع التواصل بالحديث عن الأولويات، والسكن والبطالة وأن «الترفيه» أمر ثانوي لا مبرر للحديث عنه الآن، وأن الترفيه الحقيقي هو أن يجد الإنسان مسكنا ووظيفة ولن يجد صعوبة بعد ذلك في أن يرفه عن نفسه حتى ولو بملعب صابوني في «حوش» منزله الذي يملكه. ومع أن من أعلن عن هذا المشروع ليست وزارة الإسكان ولا وزارة العمل، ولكن بشكل أو بآخر فالحديث عن «الحاجات» أمر لا يمكن تجاهله ولا يخلو غالبا من الوجاهة. ولا يمكن لوم الإنسان على إلحاحه في المطالبة بما «يحتاج»، حتى لو كان في المكان والزمان الخطأ. الخبر الثاني: كشفت جوازات المنطقة الشرقية عن عبور أكثر من مليوني شخص لمنافذ المنطقة المختلفة، خلال الأيام العشرة لإجازة منتصف الفصل الدراسي، مبينة أن نحو 978 ألفا منهم عبروا من خلال جسر الملك فهد. وأن 48%من العابرين لمنافذ المنطقة غادروا عبر جسر الملك فهد، مضيفة أن أكثر من 273 ألفا غادروا عبر منفذ سلوى، فيما عبر منفذ الخفجي أكثر من 267 ألف مسافر، إضافة لمئات الآلاف عبروا من خلال بقية المنافذ. والحديث هنا عن منافذ المنطقة الشرقية فقط. وبعد إعلان هذا الخبر عن الهجرة الجماعية عاد الحديث المكرر في كل إجازة، لماذا يسافر السعوديون للخارج، ولماذا لا يجد السعودي ما يبحث عنه في السعودية إلى آخر ما يأتي في هذا السياق مما تعرفون. وعلى أي حال.. أظن الأمر لا يحتاج إلى تعليق، ولكني فقط سأتمنى وأحلم أن أجد مسكنا مناسبا أنا وبقية الذين يشغلهم هذا الأمر، وسأتمنى أيضا أن ينجح مشروع «القدية» وأن يترفه سياحنا في شعابنا، وألا يذكرنا هذا المشروع العملاق بمشروع «حدائق الملك عبدالله العالمية». algarni.a@makkahnp.com