الرأي

النذالة.. أسلوب حياة!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
أثبتت الدراسات -التي تعرفونها- أن هناك علاقة طردية بين النذالة والمال، فالمال يزيد بمقدار نذالة الإنسان، ويقل كلما انخفض منسوب النذالة في تفكيره وطريقة حياته. وبعيدا عن كون هذه الدارسات أجريت بالفعل أم إنها مثل بقية الدراسات التي نسمع عنها والتي تثبت الشيء وعكسه، فإني أصدق هذه الدراسة من خلال تجربتي الشخصية التي يمكن اعتبارها دراسة قائمة بذاتها. حين ينتهي الشهر دون أن يقترب الرقم في حسابي البنكي من الصفر فمن المؤكد أني مارست النذالة في ذلك الشهر ويزيد الرقم ويقل حسب نوع النذالة ومدى إتقانها. والحديث هنا عن الناس العاديين الذين تختلف أحلامهم وطموحاتهم في أول الشهر عنها في آخره، لأني لا أريد التحدث بسوء عن الأغنياء فاحشي الثراء لعدة أسباب أهمها أن لدي ما يشبه اليقين بأني سأصبح أحدهم يوما ما، ولا أريد أن يحسب علي الكلام الذي أقوله في هذه الأيام التي أقنع نفسي فيها بأن المال وسخ دنيا. ولعل ما يرجح صدق مثل هذه الدراسات أن الفقراء يشتكون من النذالة والأنذال أكثر مما يفعل الأغنياء، وإن اشتكى غني من النذالة أو كتب قصيدة -أو اشتراها- تتحدث عن «غدر الأنذال»، فمن المرجح أن المال أيضا خلف هذه الشكوى المريرة. من الأفضل أن يكف الناس عن التذمر من بعضهم البعض وأن يتحولوا جميعا إلى أنذال من أجل حياة أسعد، وأنت أيها الموظف الكادح حين يأتيك عرض وظيفي أفضل فلا تستشر أحدا وغادر المكان دون أن تلقي تحية الوداع، كن نذلا قدر المستطاع واخرج دون أن تلتفت للخلف. أقنع نفسك ـ وأنت محق ـ أن مديرك الذي يصر على بقائك لمصلحة العمل لو وجد عرضا أفضل لغادر المكان قبل أن يرتد إليه طرفه. وأنت أيها العاطل الباحث عن عمل كن نذلا و«دبر عمرك» بأي طريقة فلن تجدي محاولات إثبات أنك إنسان صالح. وعلى أي حال.. النذالة أسلوب حياة، وقد أثبت نجاحه وفعاليته، ولذلك فإن القول بغير هذا ليس سوى نذالة ومحاربة للتجارب الناجحة في الحياة. algarni.a@makkahnp.com