العالم

أربعة سيناريوهات لمستقبل الضربة الأمريكية للنظام الأسدي

هل ستسجل إدارة ترمب الدخول لسوريا؟

طرح رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي أربعة سيناريوهات أمام مستقبل الضربة الأمريكية التي نفذت ضد قاعدة الشعيرات العسكرية السورية فجر أمس، وقال في اتصاله بالصحيفة إن الأيام الثلاثة المقبلة ستكون محورية على الأرض، فعلى الرغم من أن الضربة التي أعلنت السعودية ومعظم دول العالم تأييدها محدودة بالقاعدة التي انطلقت منها طائرات بشار لقصف المدنيين بالغاز، إلا أنها تعد تطورا مهما في مستقبل المعركة على الأرض. 1 التأييد الدولي الكبير سيقود الإدارة الأمريكية للاستمرار في العمليات وقال الدكتور السلمي إن التصريحات المتداولة تؤكد استمرار تحرك الإدارة الأمريكية نحو مزيد من العمليات العسكرية، خاصة في ظل التأييد الدولي التي حظيت به هذه العملية العسكرية، سواء في الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية أو الدول العربية والعالمية، إذ أيدت معظم دول العالم الضربة الأمريكية عدا تنديد من إيران وروسيا. ولفت إلى وجود تجنب لتصادم أمريكي روسي على الأراضي السورية. وقال «أعتقد أن الأيام الثلاثة المقبلة كفيلة في الكشف عن كثير مما ستؤول إليه الأحداث وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر بشكل أو بآخر في عملياتها النوعية والمحددة والدقيقة ضد المواقع العسكرية السورية». 2 فرض حظر جوي على الأراضي السورية في حال وافقت كل من روسيا والصين في مجلس الأمن ولم يستبعد السلمي فرض حظر جوي على الأراضي السورية، وقال «قد نشهد قرار بحظر جوي إذا وافقت روسيا والصين على ذلك في مجلس الأمن ضد النظام السوري، وبالتالي تقليم أظافر قوة بشار الأسد والميليشيات الإيرانية وقوات الحرس الثوري في الداخل السوري ونجد الآن أن إيران في حالة ارتباك كبيرة خشية على عناصرها في الداخل السوري سواء الحرس الثوري أو قوات الجيش النظامي وما يطلق عليهم أصحاب القبعات الخضراء والمرتزقة من الفاطميين والزينبيين وحزب الله في الداخل السوري». 3 توافق أمريكي روسي يستند على تفاهمات سياسية بين الطرفين في القضايا المختلف عليها كأوكرانيا وربط السلمي التنسيق الأمريكي الروسي بقضايا خلافية بين واشنطن وموسكو، معتبرا أن احتمالات التوافق بين البلدين ستبنى على كيفية تبرير الإدارة الأمريكية هذه العمليات للجانب الروسي، وقال «أمريكا أعلنت رسميا أنها أخبرت روسيا ابتداء بالعملية قبل إطلاقها، خاصة وأن الصواريخ التي أطلقت من البحر الأبيض المتوسط تمر عبر أجواء قاعدة طرطوس والتي تتواجد فيها الصواريخ الروسية، وبالتالي مرت عبر هذه الأجواء بسلام وضربت أهدافها في قاعدة الشعيرات، وهذا التنسيق قد يقود إلى تنسيق أكبر إذا رأت روسيا أنه لا خطر على عناصرها، إضافة إلى التفاهمات السياسية بين موسكو وواشنطن، فالقضية ليست بمعزل عن الخلاقات الأمريكية الروسية في أوكرانيا ومناطق أخرى من العالم». 4 خروج روسيا من القتال على الأراضي السورية مقابل ضمانات أمريكية بنفوذ سياسي محدود على مشارف البحر الأبيض المتوسط وبين السلمي أن الوضع الحالي قد يكون حبل نجاة يخرج روسيا من المستنقع السوري، بحيث تبقى القاعدة العسكرية، ولكن تنسحب من القتال على الأرض، مضيفا «الطائرات الروسية تسهم في قصف المعارضين وربما التنسيق يشكل مخرج لروسيا إذا كان هناك ضمانات أمريكية للمصالح الروسية. روسيا لها مصالح في المنطقة ومن الصعب القبول مباشرة بالعملية لأن البعض يراها عدم قدرة روسية في المواجهة، ولكن التنديد الذي صدر من روسيا والتردد في موقفها يوضح أن همها الأول مصالحها وهي ليست مع بشار وحده، يهمها وجودها في هذه المنطقة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وإذا ضمن لها هذا النفوذ السياسي المقنن فلن تتردد للانسياق مع إدارة ترمب».