الرأي

الورقة التي لن يقرأها أحد!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
عشرات الأطفال والأبرياء من كل جنس وعمر يقتلون بالغاز السام في خان شيخون في سوريا، لكن هل يمكن اعتبار هذا الأمر حادثا إرهابيا؟ بالطبع لا يمكن أن يكون كذلك، فجميع مواصفات الإرهاب لا تنطبق على هذه الجريمة، فبشار الأسد حليق الذقن، ليس متشددا إسلاميا ولا ينتمي لأي «جماعة» ترفع شعارات دينية إسلامية، ولذلك فإن الحادث طبيعي وفي السياق المنطقي الذي يسير عليه العالم، ومتوافق تماما مع القوانين الدولية والتعريفات الدقيقة للإرهاب، وبشار شريك جديد وحليف موثوق للقوى الدولية في المرحلة القادمة من حياة هذا الكوكب البائس. ثم إن الطائرات التي حملت الغاز إلى الأطفال كانت تابعة للجيش المقاوم، وكانت تحمل اسم «القدس» ـ عروس عروبتنا ـ ولذلك فإن التشكيك في نوايا الطائرة والطيار والجيش الذي تتبع له يعتبر خيانة للقدس ولفلسطين ولمبدأ المقاومة من أساسه. وهذا لا يصح ولا يجوز. والحق أيها السادة أن الجريمة التي يجب أن يحاسب عليها بشار حسابا عسيرا من كافة الكائنات البشرية على كوكب الأرض ليست قتل الأطفال فحسب، أظن أن الجريمة الكبرى هي أنه جعل من أفعال معاتيه داعش وشبيهاتها أمرا يمكن تبريره، أمرا يمكن القبول به تحت دافع الرغبة في الانتقام. الذي يحول الناس إلى إرهابيين قتلة باسم الدين ليست الخطب والكتب والتحريض، كل هذه الأشياء محفزات لكنها لا تعمل وحدها خالق الإرهاب الحقيقي هو من يدفع البشر إلى أن تكون حياتهم وموتهم سواء، أن يصبحوا مجردين تماما من أي خوف على أي شيء، الإنسان الذي ليس لديه ما يخسره ولا ما يخاف عليه هو أخطر الكائنات الحية على الإطلاق. ولكن أحدا ما في مكان ما يستمتع بهذه اللعبة الخطرة، وتعجبه نتائجها ولا يريد لها أن تنتهي. لكنها ستنتهي لأن هذه هي طبيعة الأشياء. وعلى أي حال.. كل هذه الحقبة لن تكون أكثر من صفحة في كتاب التاريخ، وسيتجاوزها القارئ لصفحة أخرى دون أن يركز كثيرا فيما كتب فيها، وستكون مزبلة التاريخ هي أكثر الأماكن ازدحاما في تاريخ البشرية، ولكننا قوم «نحب العاجلة». algarni.a@makkahnp.com