البلد

مات الميمان طالب الرزق ونصير الكادحين

u0627u0644u0641u0642u064au062f u062bu0627u0645u0631 u0627u0644u0645u064au0645u0627u0646 u0645u062du0645u0648u0644u0627 u0639u0644u0649 u0623u0643u062au0627u0641 u0627u0644u0645u0634u064au0639u064au0646 u0641u064a u0645u0643u0629 u0623u0645u0633 (u0639u0628u062fu0627u0644u0645u062du0633u0646 u062fu0648u0645u0627u0646)
«أنا محبكم ثامر الميمان، يسعدني التواصل معكم، وسأحاول أن أعيش الفرح والحب والحقيقة معكم»، عبارة استهل بها بها فقيد الصحافة ثامر الميمان دخوله إلى مواقع التواصل الاجتماعي مطلع عام 2014، محاولا من خلالها أن يكون فرحا ومحبا، لأنه اعتاد على نصرة الغلابا والكادحين، وكان دائما ما يضع نفسه مع كل كادح ومحروم من خلال الانتصار لهذه الفئة عبر زاويته الشهيرة في عدد من الصحف السعودية، والتي تحمل عنوان «رزقي على الله». مات ثامر الميمان أمس، بعد معاناة مع المرض، مات وهو يعلم أنه انتقل إلى جوار ربه، الذي اتكل عليه وهو حي من خلال «رزقي على الله»، مات الميمان وهو يسمع أصوات لفيف من أهله ومحبيه في ردهة الدور الثاني بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة وترك أصدقاءه الكادحين يكملون المسيرة، ويطلبون من بارئهم الرزق والفلاح. ثامر الميمان هو أحد أبرز الكتاب الصحفيين السعوديين، وله العديد من القصائد الشعرية، وكان يلقب بالصحفي الشاعر، الذي قال يوما ما: «ما أصعب أن تكون عذوبتك مرة أو مالحة، وما أصعب أن ترتفع يد الجريمة والهزيمة تحية للانتصار، واحتراما للجنرال، في نفس اللحظة التي يعبر بحناجر الكبار والصغار والنساء والأطفال خبز المذلة والعار، في زمن الكذبلوجيا المسيطرة على فضاءاتنا العربية، التي ما زالت تصفق، فمن يجرؤ على الصراخ». مات الميمان وأديت الصلاة عليه في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة المعلاة، مات وهو أيضا لم يجرؤ على الصراخ بعد، بل كان ينتصر لأصدقائه الكادحين بعمق الكلمة، ورصانة الحرف، وبيت الشعر الشامخ، حتى أضحى من أبرز الكتاب الصحفيين الذي انتهجوا أسلوب النقد البناء، البعيد عن التجريح، والأقرب إلى الانتصار للحق عبر عبارات يكسوها طابع السخرية ممن يضايق الضعفاء في حقهم. مات الميمان وهو مؤمن بذلك، ولكنه كان يعلم أيضا أن بين الحياة والموت، ألف فقير وشهيد، ومراحل للحزن والعدم، وعبارات ليست للبوح، وأخرى يقتلها السكوت، حيث قال في أحد مقالاته: «بين أن يغتالني الحزن وبين أن أموت، بين ألف فقير وألف حوت، بين الشهيد بغزة وفي أرضي وفي بيروت، بين العدم وأوراق البنكنوت، بين حدود البوح وبين السكوت، هل عرفت الفرق؟ ومن صنع الفرق؟ اقرأ شواهد القبور، اقرأ لهاث الصدور، اقرأ عطورك والبخور، وستعرف الفرق.. لأننا جميعاً سنموت، ورزقي على الله. أيضا كان فقيد الصحافة السعودية ثامر الميمان مؤمنا بواقعه، محبا لمراجعة النفس وزلاتها، فقد قال في أحد مقالاته: «أعد ماضيك.. اقرأ تجاربك وأحلامك وابتساماتك، دموعك، وكم مرة (كذبت) وكم مرة (صدقت)، تحايلت، توسلت، تسولت، تجاوزت، انحرفت.. ستجد كل هذا، حزنك يخترق النوافذ والأبواب في فضاء شاحب بقرارات الكذبة، وأنت مواطن برقم وتاريخ ميلاد ولا حقيقة لكل أرقام حياتك إلا تاريخ وفاتك». وتحت زاوية «رزقي على الله» كتب الميمان أولى مقالاته في صحيفة مكة منذ انطلاقة العدد الأول في 13 يناير 2014، وتوقف عن الكتابة بالصحيفة بعد أن نشر 171 مقالا بسبب ظروفه الصحية فكان آخر مقال له بتاريخ 8 أغسطس 2014.