أفاد د. عماد جروان بأن العلامة الدكتور الفلسطيني العربي: على حسن نايفة -رحمه الله- ولد لأبوين أميين، وعمل مدرسا للرياضيات في كفر راعي ومعان وصبحة وصبحية وغيرها من مدن وقرى فلسطين والأردن.

بعد شهادة الثانوية بترتيب 6 على مملكة الأردن، نصح البعض والده بإخراجه من المدرسة لعدم القدرة على دفع رسوم دراسته، فرد والده، قائلا: لو أبيع كمبازي/ ملابسي ما بطلعه من المدرسة!

ومثلت والدته الأمية (خضرا) دور المعلمة عندما كانت تطلب من إخوانه شرح واجباتهم المدرسية البيتية لها، علما بأنها لم تكن تقرأ أو تكتب!

مع أول وظيفة له كمدرس رياضيات في قرية (كفر راعي)، كان راتبه الشهري 12 دينارا و80 قرشا، وبآخر وظيفة له كمدرس في فلسطين كان راتبه 55 دينارا.

سافر نايفة إلى أمريكا لدراسته الجامعية، سنة 1958م، وكان في جيبه 100 دولار فقط، ومنحة غطت بعض تكاليف الدراسة في كلية جامعية، فدفعت له 50 دولارا فقط، فاضطر للعمل لدى عائلة أمريكية ك (جليس) رضيع عمره 6 أسابيع، فكان يحممه ويلاعبه ويعتني به مقابل الطعام ومساعدة مالية زهيدة والإقامة المجانية لدى العائلة الأمريكية التي كن لها محبة وتقديرا حتى بقية حياته.

سرعان ما اكتشف أستاذ بجامعة ستانفورد العريقة موهبة الطالب نايفة وأقنعه بالالتحاق بالجامعة للدراسة مجانا سنة 1959 ليتخرج بدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة الفضائية بمرتبة الشرف العظيم بعد 4 سنوات ونصف فقط من بدء دراسته. وبعد تخرجه بدرجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد، عمل في مراكز أبحاث بعلوم الفضاء والطيران.

في عام 1976، التحق البروفيسور نايفة بمعهد وجامعة فيرجينيا بوليتيكنيك ودرس مواد مختلفة في الفيزياء والهندسة وكذلك في الرياضيات، وأشرف على 75 طالب دكتوراه، كان منهم 13 طالبا أردنيا.

أسهمت أبحاث نايفة في مجال (الديناميات غير الخطية) وفي الاهتزاز والتحكم في كثير من التطبيقات العملية في مجال بناء السفن والرافعات الحديثة.

كانت أبحاث البروفيسور نايفة في ميكانيكا الموائع ومعادلاته في الرياضيات الميكانيكية والمقاييس والديناميكا الهوائية وأساليب الاضطراب بقيمة علمية مرموقة.

وللبروفيسور نايفة العديد من (براءات الاختراع)، ومن أهمها جهاز صغير طوره للكشف الفوري عن أنواع البكتيريا المختلفة في الهواء والسوائل بما يغني عن الفحوصات المخبرية.

وقد أدى اختراع نايفة هذا إلى الكشف السريع عن بكتيريا قاتلة، وقامت شركة أمريكية بتصنيع جهاز لاستخدامه في المجالات الطبية للكشف عن الأوبئة.

ألف البروفيسور نايفة 10 كتب ترجم العديد منها للغات عدة، منها الصينية والألمانية.

تدرس كتبه في الهندسة والفيزياء والرياضيات بالجامعات الأمريكية وغيرها.

وألف البروفيسور نايفة نحو 450 بحثا علميا في فروع الفيزياء والرياضيات والهندسة المختلفة وقدم نحو 650 بحثا في مؤتمرات علمية متخصصة.

كرمته جامعة روسية بالدكتوراه الفخرية وحصل على العديد من الجوائز العلمية المرموقة، أهمها جائزة (بنجامين فرانكلين) للهندسة الميكانيكية (تماثل جائزة نوبل في الهندسة والعلوم)، وممن فازوا بها عبر القرنين الماضيين أديسون وأينشتاين ومادام كوري وغيرهم من عباقرة العلوم الحديثة).

ومساهمات نايفة في رفع شأن العلوم في الوطن العربي عديدة، منها: تأسيسه لكلية الهندسة في جامعة اليرموك، إلى جانب تأسيسه معهد هندسة متطور بتونس والسعودية وغيرهما من الدول.

خسرت الأمة العربية ابنا بارا ذا ذكاء خارق وأداء فارق بوفاة د. نايفة.

خالص الترحم على فقيد فلسطين والأمة والعالم، بل وخالص الترحم أكثر على والديه!