البلد

من خطب الجمعة

u0633u0639u0648u062f u0627u0644u0634u0631u064au0645 u062eu0644u0627u0644 u062eu0637u0628u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0623u0645u0633 (u0648u0627u0633)
الضرورات الخمس «الكلمة الجامعة المختصرة التي يمكن أن توصف شريعة الإسلام بها هي أنها جاءت لتحقق المصالح ودرء المفاسد وفتح أبواب الخير وإغلاق أبواب الشر في العقيدة والتشريع، فلا تدع ضرورة من الضرورات الخمس إلا سعت لتحقيق المصلحة فيها ودرء المفسدة عنها في ضرورة الدين وضرورة العقل والمال والعرض والنسب، وتدعو إلى النفع فيهن وتحض عليه، وتمنع الضرر والإضرار فيهن بدفعهما قبل وقوعهما أو برفعهما قبل الوقوع، والدفع في الشريعة الإسلامية أولى من الرفع، والوقاية خير من العلاج، وكل أمور الدين والدنيا ترجع إلى أحد هذين الأصلين العظيمين، حيث أحاطتهما الشريعة الإسلامية بسياج منيع يحمي الأمة فردا وجماعة من الوقوع في شركهما أو الالتياث ببعدهما، لذلك جاء من مشكاة النبوة ما يدل على منعهما والنهي عن مقاربتهما فضلا عن الوقوع بهما، واتفق أهل العلم على قاعدة مشهورة كبرى تعد قواما في الفقه وحفظ الشريعة وهي قاعدة «الضرر يزال»، والضرر والضرار ممنوع كلاهما، فإذا تحقق أحدهما أو كلاهما في أمر وجبت إزالته إن وقع، أو دفعه قبل وقوعه، وقد رتب الشارع الحكيم الأجر والمثوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولا، فكيف بما هو أعظم من ذلك وهو اقتتال المسلمين وإهراق دماء بعضهم بعضا بغير وجه حق، ومضارة بعضهم البعض من خلال المكر والحسد والغيبة والحقد والنميمة والهمز واللمز والشحناء والبغضاء، وأكل أموال بعضهم ومضارتهم في دينهم وعقولهم وأعراضهم، وإن صبغة الله ظاهرة جلية في منع الضرر والضرار، ومن سماحة الإسلام وعدله ألا يدفع الضرر بضرر أعلى منه، ولا المنكر بمثله ولا بأنكر منه، وإذا تزاحمت الأضرار في الأمر الواحد فيرتكب الضرر الأصغر لتفويت الضرر الأكبر، ويعد ذلك من تمام الحكمة والعدل والمنطق، مثلما أنه ينبغي تحصيل أعلى النفعين كذلك ينبغي درء أعظم الضررين». سعود الشريم - الحرم المكي سنة المرسلين «من أبواب الخير وطرق الطاعات وأسباب محو السيئات الاستغفار، فهو سنة الأنبياء والمرسلين، قال جل من قائل عن أبوي البشر «قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين»، وعن نوح عليه السلام «رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين المؤمنات»، ومن هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه كثرة الاستغفار على ما غفر له من ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، والاستغفار دأب الصالحين وعمل الأبرار المتقين وشعار المؤمنين، والاستغفار هو طلب المغفرة، والعبد أحوج إليه لأنه يخطئ بالليل والنهار، وذكر التوبة والاستغفار قد تكرر في القرآن في الأمر بهما والحث عليهما، وطلب المغفرة من الله تعالى قد وعد عليه بالاستجابة والمغفرة، وأنه يشرع للعبد طلب المغفرة للذنب المعين لقوله صلى الله عليه وسلم (إن عبدا أذنب ذنبا فقال يا رب إني عملت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ذنبا وأن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي)، وأنه يشرع أن يطلب العبد المغفرة مطلقا قال تعالى «وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين»، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الرجل إذا أسلم هذا الدعاء (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني)، والدنيا هي دار العمل والآخرة دار القرار، وإن فيمن مضى اعتبار، فعلى المسلم ألا يحقر قليلا من خير، ولا قليلا من شر، ففي الحديث (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)». علي الحذيفي - الحرم النبوي