الرزق في جرهم مكة
أحداث وحقب خلدها تاريخ مكة، لتبقى بصمات شاهدة عبر الأزمنة على أماكن عدة خاض ولاة البيت فيها صنوف المواقف، كانت جرهم إحدى القبائل التي حلت على هذه الأرض المقدسة جزءا لا يتجزأ منها
الأربعاء / 15 / ذو القعدة / 1435 هـ - 22:45 - الأربعاء 10 سبتمبر 2014 22:45
أحداث وحقب خلدها تاريخ مكة، لتبقى بصمات شاهدة عبر الأزمنة على أماكن عدة خاض ولاة البيت فيها صنوف المواقف، كانت جرهم إحدى القبائل التي حلت على هذه الأرض المقدسة جزءا لا يتجزأ منها. وكانت قبيلتا جرهم وقطورا خرجوا سيرا من اليمن، إذ أجدبت عليهم الأرض، فساروا بذراريهم وأنفسهم وأموالهم ومواشيهم، وكانوا يطلبون مكانا به مرعى تسمن فيه ماشيتهم، فإن أعجبهم أقاموا فيه، لأنه وبحسب إيقانهم فإن أي بلاد ينزلها أحد ومعه ذريته وماله فهي وطنه. متنقلين بحمولتهم، صافحت أقدامهم تراب البيت، فحين وقعت أنظارهم على خيرات البلد الأمين، من ماء متدفق ونبات وسعة في البلاد، كانت تلك أولى اللحظات التي شهدت عثورهم على ضالتهم، فاستوطنوا بمكة باعتبارها موطنا يجمع لهم ما يشتهون، حتى اشتهرت أول بقعة سكنوها «بجرهم» المعروفة اليوم «بشارع جرهم». يقول حماد الحساني، عمدة حي النكاسة وأحد أقدم السكان هناك، «شارع جرهم كان منذ زمن عبارة عن واد ينحدر منه الماء بغزارة، فيما يضم أقدم المقاهي المكية «الشالال» وأشهر مطبعة حكومية في السعودية والتي لم تعد قائمة اليوم نظرا لأعمال الإزالة، حيث تنتصب بجواره حلقة الأغنام الشهيرة بحوش كوير في المنصور، في حين ينتهي الشارع عند أول نقطة لحجز الشربتلي المخصص لمواقف حافلات النقل».