يتحول خليج عمان إلى اللون الأخضر كل عام مع انتشار طحالب - بحجم دولة المكسيك - عبر بحر العرب على طول الطريق إلى الهند، ويقول علماء إن الكائنات المجهرية تزدهر في الظروف الجديدة الناجمة عن تغير المناخ، وتعمل على نزوح العوالق الحيوانية التي تدعم السلسلة الغذائية المحلية، مما يهدد النظام البيئي البحري بأكمله. وأوضح أستاذ علم الأحياء البحرية في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان خالد الهاشمي أن «رائحة البحر تشير إلى وجود إفرازات الأمونيا والطحالب». وفي جميع أنحاء المعمورة دمرت الطحالب النظم الإيكولوجية المحلية، حيث إنها قد تؤدي إلى شل حركة الأسماك وسد خياشيمها، وامتصاص ما يكفي من الأوكسجين لخنقها، فيما نفقت حيتان وسلاحف ودلافين وخراف البحر مسمومة بسبب السموم الطحلبية في المحيطين الأطلسي والهادئ. وعلى مدار السنوات الـ15 الماضية، تتبع الهاشمي، والمتخصص في الكيمياء الحيوية واكوين جويس، وخبير المحيطات البيولوجي هيلجا دو روزاريو جوميز الطحالب في بحر العرب باستخدام قوارب وأقمار صناعية وأجهزة استشعار عن بعد. وقال جويس «الطحالب تسببت في تقصير السلسلة الغذائية، وهو ما يهدد الحياة البحرية الأخرى. عادة ما تحدث هذه الأمور ببطء خلال عشرات المئات من السنين، وهنا يحدث بين عشية وضحاها. التحول يحدث أمام أعيننا». ويشكل ازدهار الطحالب عددا من التهديدات لسلطنة عمان، حيث أجهد الصيد ومرور السفن التجارية هذه المياه لقرون عدة، كما تتسبب الطحالب السميكة في حجب الرؤية، مما يصعب على الغواصين إصلاح البنية التحتية للغاز تحت البحر، وتؤدي لسد أنابيب السحب من محطات تحلية المياه التي تنتج 90% من المياه العذبة في البلاد.