تفاعل

المجالس واللجان الشبابية

إبراهيم خليل البراهيم
في الوقت الذي تعاني فيه عدد من دول العالم من ارتفاع معدلات الشيخوخة وقلة الأيدي العاملة الشابة مثل اليابان وألمانيا والصين، نجد أن المملكة تتمتع - بحمد الله -بمجتمع أكثر من ثلثي سكانه (67.1% ) شباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما.

هذا الرقم الرائع والمجتمع الشاب مؤشر إيجابي يبعث بالنفس السرور والتفاؤل تجاه المستقبل إذا ما تم استثمار وتأهيل هذه العقول والطاقات الشابة لتساهم مساهمة فاعلة في عملية التنمية والبناء.

خلال السنوات الماضية لقي الشباب اهتماما وإشراكا أكبر من ذي قبل فأصبحوا أعضاء في مجالس المناطق والمجالس الاستشارية في بعض الوزارات والجامعات والمدارس والفعاليات، وأصبح لهم حضور ملحوظ، وهذا تغير إيجابي ورغبة حقيقية من القيادة الحكيمة بأن الشباب يجب أن يكون لهم دور فاعل وأكثر حيوية في تنمية وطنهم وخدمة دينهم. إلا أن بعض الجهات لم تعط المجالس الحيز الكافي بسبب عدم وضوح مهام وصلاحيات تلك المجالس، وقلة اللقاءات التي في بعض الأحيان تكون مجرد لقاء واحد خلال العام لتبادل الأحاديث وإبداء الآراء دون الوصول للنتائج المرجوة، ودون أن توكل لهم متابعة وتنفيذ بعض البرامج التي تقع ضمن إمكانيات الشباب وقدراتهم. شباب وطني اليوم مؤهلون بدرجات علمية من أعرق جامعات العالم وأكثرها جودة، ولهم حضور مشرف في العديد من المحافل الدولية والإقليمية العلمية والفكرية والثقافية والمناسبات المختلفة، وحققوا العديد من الجوائز والمراكز، ولعل خير مثال قريب في هذا الخصوص حديث السيد أندرو ليفريس رئيس مجلس إدارة شركة «داو كميكال» الأمريكية - خلال ملتقى دافوس - إذ تحدث بإعجاب جم عن إمكانيات الشباب السعودي، وكيف أنه عمل لديهم أكثر من ألف شاب سعودي في مصانع شركته العملاقة في أنحاء العالم، ورغبت تلك المصانع في إبقائهم لكفاءتهم وقدراتهم العالية.

لذا أتمنى أن يتم إشراك الشباب في لجان عمل فعلية ومهام محددة، مثلا لم لا تكون هنالك لجنة شبابية من الشباب الأكفاء المختصين مرتبطة بوزير العمل والتنمية الاجتماعية لمناقشة واقتراح حلول للمشاكل التي تتعلق بالشباب مثل البطالة والسعودة المقنعة، وقس على ذلك بقية الوزارات والقطاعات المختلفة.

لتكون تلك اللجان معامل فكرية للعصف الذهني لحل المشكلات وبناء البرامج الجديدة الموجهة للشباب والمساهمة بالأفكار الخلاقة غير التقليدية ولتكون حاضنات تدريب وتأهيل لهم، فهم شباب اليوم وقادة ورواد المستقبل.

ومضة: الأمم تبنى بحكمة وخبرة الآباء وسواعد الشباب والأبناء، شبابنا طاقات متقدة وثروة غير ناضبة فلنحسن استثمارها.