أسئلة الكتابة الخمسة: حجي جابر
الاحد / 13 / جمادى الآخرة / 1438 هـ - 10:30 - الاحد 12 مارس 2017 10:30
يكتب منطلقا من القلب، فينتقم من الخيبات واحدة تلو أخرى عبر قلمه، هو يأخذ الكتابة بقوة لأجل أن يقول شيئا جديرا بالقول عن الوطن، ويقول بصوت عال وهامس في نفس الوقت إريتريا هي درب الكتابة والطريق إليها.
الكاتب والروائي الإريتري حجي جابر يتحدث عن الكتابة:
ماذا تكتب؟
أكتب مهجوسا بفكرة الإضاءة على إريتريا، الناس والأشياء والشجر وحجارة الطريق، هذا هو مشروعي الذي اخترته من البداية ولا أزال أسير على دربه، صحيح أن الأفكار تتنوع وطريقة الاشتغال مختلفة في كل مرة، غير أن الوجهة واحدة.
إذن أنا أكتب إريتريا التي أعرف وتلك التي أجهلها، أكتب حبي لها وكرهي، أكتب ما جرى ويجري وما أظنه سيجري، أكتب كذلك ما أعرف تماما أنه لن يأتي على الإطلاق.
لماذا تكتب؟
أسباب كثيرة تدفعني للكتابة، وهي في حالة تناسل دائم إلى ما لا نهاية، الكتابة تحدث لسبب أو لآخر، لكن المهم أنها تحدث في نهاية المطاف، اكتشفت أني أكتب أحيانا كي أرمم داخلي وأسند هشاشة تداهمني بين الحين والآخر، واكتشفت أني أكتب أيضا كي انتقم من الخيبات، تلك التي تلتصق بجدران الروح كوشم عتيق وأكتب لأترك أثرا وأكتب كي أجد إجابات على أسئلة عالقة، أكتب من أجل كل ذلك.
لمن تكتب؟
في عملي الأول، لم يكن ثمة قارئ مفترض، الآن اختلف الأمر كثيرا، هناك كثير من الرؤوس تطل علي بينما أكتب، وأنا في محاولة دائمة لجعلها قريبة، لكن ليس إلى الحد الذي يجعلها تتدخل في مسارات الأحداث أو تضع سقفا أو حدا معينا.
أكتب لنفسي بالدرجة الأساس وأحاول ألا أنسى ذلك من جهة وألا أنساق لتلك الرؤوس التي تحاول التطفل على عملي من جهة أخرى.
متى تكتب؟
موعد كتابتي دائما رهن لأمور عدة، أهمها اكتمال الفكرة ونضجها، فأنا أقضي وقتا طويلا في إنضاج الفكرة ومحاولة بنائها ذهنيا وبمجرد حدوث ذلك أجلس للكتابة.
في السابق، كنت منساقا وراء فكرة انتظار اللحظة المناسبة أو ما يطلق عليه الإلهام، لكني أخيرا صرت أتبع نصيحة ماركيز الذي يرفض فكرة الانقياد للإلهام لصالح الجلوس والكتابة. صرت أجلس أمام الكمبيوتر دون رغبة أكيدة في الكتابة، لكنها تأتي بعد وقت قصير وتصبح ملحة.
كيف تكتب؟
هذا سؤال معقد بعض الشيء ولا أملك له إجابة واحدة، كل عمل يأتي بطريقة كتابته، أحيانا أكتب والصورة واضحة أمامي فأمضي بسرعة كبيرة في تنفيذ ما أراه، وأحيانا يكون الأمر أكثر صعوبة والرؤية غائمة فتأتي الكتابة شاقة تبعا لذلك.
لدي خطوط عريضة تظهر أكثر ما تظهر في مراجعة النص وليس في كتابته الأولى.
برأيي أن مراجعة النص هي الكتابة الحقيقية، حيث شد أطراف النص وتهذيبه وضخه بالحياة ونزع الزوائد عنه.