معرفة

أسئلة الكتابة الخمسة: عبدالله المحسن

تقول الناقدة الفرنسية سوزان برنار 'إن قصيدة النثر هي قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحدة، مضغوطة، كقطعة من بلور، خلق حر، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجا عن كل تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية'. عبدالله المحسن، الشاعر، صاحب الإيقاع الخاص يكتب الموسيقى ويبقى متوهجا دائما. يتحدث عن موسيقاه الخاصة بهذا الشكل: ماذا تكتب؟ من الصعب أن يطلق على المرء لقب شاعر أو أن يجيب أحدهم بأنه شاعر، هناك مسافة طويلة حتى يمكن للمرء أن يقول ذلك، أو ربما لا يتمكن من ذلك حتى آخر حياته. أنا أكتب الشعر أو حتى لا نقع في صدام مع الآخر أكتب (قصيدة النثر) أو ما يمكن لأي شخص أن يسميها. المهم بعد كل هذا أن أفكر دائما بالشعر/ الجوهر بعيدا عن الشكل. هذا فعلا ما أحاول كتابته دائما. لماذا تكتب؟ سؤال الكتابة هذا مؤرق قد تكون الإجابات عليه كثيرة، ولكن لن تكون دقيقة ولن يكون هناك أبدا جواب صحيح ووحيد للشخص الواحد نفسه. لأن هناك الكثير من المثيرات أو قد يكون أيضا السكون ذاته محرضا. لم أشعر مرة بماهية ما تدفعني للكتابة، لكن ما يمكنني قوله أنه 'شيء' ولا أعرف ما هو، الأهم أنه حقيقي. لمن تكتب؟ الكثير، الموتى الذين لم يأخذوا حصتهم من الحياة، للألم حتى أضع له ماهية يكون عليها، للآخر دون أن أتعرف عليه في المرآة، لأمي أيضا حتى أرمم لها ذاكرة في النص أو فليكن ذلك نسيانا يخلصها من أزمة الوحدة. في الحقيقة هنالك دائما شيء ما أكتب له ومتجدد في كل قصيدة. متى تكتب؟ في أوقات لا أعرفها، أعتقد أنها غير محسوبة على الوقت اليومي. لم أذيل مرة نصا بتاريخه لأني لا أعرف له وقتا، لا أعرف متى بدأ هذا النص على الورقة أو داخلي متى أعتمل، وكم حتى يبدو كما هو في النهاية. كيف تكتب؟ إنه من سوء حظ الشعراء لأنهم ليسوا كالروائيين الذين يحتاجون لصفاء ذهني ووقت يقظ قبل الكتابة. إن هذا الأسلوب قاتل عند الشاعر يجعل من الشعر صنعة وقد يدخله أخيرا في الحبسة. لذلك، دائما ما يوجد النص بشكل غريب وفي وقت غريب لا نعرفه أو نتوقعه.