أسئلة الكتابة الخمسة: أشرف فقيه
الخميس / 10 / جمادى الآخرة / 1438 هـ - 19:00 - الخميس 9 مارس 2017 19:00
تظنه لوهلة يكتب على ورق بردي بريشة ومحبرة، أو ربما في ورشة لعالم متخيل أمام جمهور متخيل، لكنه يكتب الفكرة ويستقيها من المستقبل متزودا بخياله وعلمه، محدقا في الماضي، مبارزا له بكل حجة وبرهان. كاتب الرواية التاريخية والخيال العلمي 'أشرف فقيه' مجيبا على عدد من الأسئلة:
ماذا تكتب؟
أكتب نصوصا تدهشني قبل غيري. أقصد أني أبحث عن موائل الدهشة وأتعمد هز القفص بالبحث في غير المألوف وربطه بما نحن عليه اليوم، لذا أكتب في الخيال العلمي وفي الرواية التاريخية. أحدهم اتهمني بتعمد الهرب جهة الماضي أو المستقبل بعيدا عن الحاضر، والحقيقة أني أعيد دهان جدران الحاضر وتزينها، الكتابة عندي هي فعل الدهشة.
لماذا تكتب؟
لأبحث عن الأسئلة الخاصة بكل هذه الإجابات الكثيرة. ألا يدهشك أن العارفين من حولك كثر؟ أعني أن الكل لديه إجابات جاهزة لكن الأسئلة الكبرى التي لم تطرح بعد، وإن طرحت فإنها غير مفصلة بما يكفي. أكتب ليرى الناس أنفسهم في مرآة مختلفة، أكتب لأضع ألوانا جديدة للصورة، أكتب كي أرتب أفكاري.. كي أفهم العالم.
لمن تكتب؟
للجمهور العريض من المختلفين الذين لم تسمح لي الظروف بأن ألتقيهم، أكتب متخيلا أني أتبادل أطراف الحديث معهم، وأني أبهرهم بطرحي، وأنهم محتاجون لي. أكتب لجمهور مصطنع في خيالي ليس فيه واحد ممن يشكلون ملامح يومي وأراهم أمامي كل ساعة، أولئك لا أحتاج لأن أشرح نفسي أمامهم ولا أن أكتسب إعجابهم لأنهم ملوا مني ومللت منهم.
متى تكتب؟
حين يتوفر الوقت والمزاج. وهذه إجابة في غاية الخيبة، لأن الكتابة يفترض أن تكون طبيعية وتلقائية، لكن الحياة القاسية تحرمني من مهرب الكتابة الذي له طقوس شنيعة عندي، بعدما تكون الفكرة قد اختمرت تماما في ذهني وصارت النقاط المرصودة في المسودة محبوكة بما يكفي لتجري لوحدها على لوحة المفاتيح.
كيف تكتب؟
منعزلا عن العالم والحياة، حين أكتب نصا إبداعيا مطولا أنسى أن آكل حتى. أكتب بعدما أتطهر من العالم ليوم أو يومين في صومعة مصطنعة ليس فيها إلا أغراضي، فإذا انتابتني حمى الكتابة انقضى الأمر. لكن هذه الحالة مع الأسف مرهونة بفراغ حقيقي من مشاغل الدنيا، وأنا سيئ جدا في اختلاس الوقت والطقس اللازمين للكتابة، وبالنتيجة فأنا كاتب حزين.