دفعت الصدفة بالمواطن التركي دوغان غورال إلى البدء في تكوين تشكيلة من تذاكر الحافلات والبواخر وأوراق اليانصيب وشيكات البنوك، قلما شوهد مثلها حول العالم. وبإمكان المتصفح لهذه التشكيلة الاطلاع على تاريخ الأمة التركية، والحوادث التي شهدتها البلاد على مدار قرن ونصف القرن من الزمان، منذ عهد الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا. قصة هذه التشكيلة الغريبة بدأت كما سردها غورال لـ»الأناضول»، يوم إتمامه خدمته العسكرية، وشرائه عددا من أوراق اليانصيب لأسرته، تعبيرا منه عن الفرحة والسعادة لعودته إليهم. وأضاف غورال: «بقيت لي ورقة واحدة من هذه الأوراق، وبعد ثلاث سنوات فوجئت بها وسط أوراق، عند تصفحي لصور قديمة كانت محفوظة في مكتبي». وتابع: «شعرت ببهجة كبيرة عند وقوع نظري عليها، وعادت إلي ذكريات تلك الأيام الجميلة، ومنذ ذلك الوقت شرعت في تجميع كافة أوراق اليانصيب، ثم تطور الأمر ليشمل تذاكر الحافلات والبواخر، وشيكات البنوك، إلى جانب النقود الورقية القديمة». وعن إحساسه تجاه تشكيلته الفريدة قال: «مرت 44 عاما جمعت فيها 40 ألف تذكرة، لكنها لم تعد مجرد تشكيلة عادية، بل هي كتاب تاريخ، تبدأ أحداثه عام 1898، ولم تنته بعد، وبإمكان متصفحها أن يشاهد أحداث الدولة العثمانية وحتى أحداث تركيا الحديثة». وأضاف: «أشعر بفخر كبير لإنجازي هذا العمل، نجحت في صناعة تاريخ مما يقذفه الناس في الشوارع، وسلال النفايات، وهم الآن يلهثون ورائي لمجرد رؤيته». وفي ختام حديثه، أكد غورال أنه لا يفكر يوما ما في بيع تشكيلته، قائلا: «هي بمثابة ولدي لا تباع ولا تقدر بمال».