من حكاية رياضة البنات
تقريبا
الاحد / 6 / جمادى الآخرة / 1438 هـ - 20:45 - الاحد 5 مارس 2017 20:45
(1)
يروي وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد في كتابه «مسيرتي مع الحياة» أن معالي الرئيس العام لتعليم البنات اختاره ليشكل هيئة استشارية لتعليم البنات ويكون رئيسا لها في عام 1410هـ، فتكونت «الهيئة» واقترحت عقد اجتماع دوري سنوي لمسؤولي تعليم البنات وكبار موظفي «رئاسة تعليم البنات» فأيد «معالي الرئيس» الفكرة وأوكل إلى «الهيئة» تنظيم الاجتماع الأول وطلب من «الرشيد» أن يلقي كلمة الافتتاح فكان عنوانها «تعليم الفتاة بين الواقع والمأمول».. وأورد «الرشيد» الكلمة كاملة في كتابه.
(2)
ضمّن «الرشيد» كلمته مقترحا ليحظى بالنقاش في الاجتماع، فقال: أعتقد أن بغيتنا من تعليم الفتاة كبغيتنا من تعليم الفتى «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة»، يجب أن تكون إصلاح الدنيا وصلاح الآخرة، وإصلاح الدنيا يعني عمارتها.. وصلاح الآخرة يكون بطاعة الله والوقوف عند معالم الأمر والنهي الربانيين، ثم بالاجتهاد لتحقيق الرقي والتقدم البشريين بكل سبيل مشروع أو موافق للشرع، وأشار إلى أن تطبيق هذه النظرة في تعليم الفتاة يكون بتحقيق مهمتين:
• تمكينها من رعاية بيتها وأطفالها أكمل رعاية وأحسنها.
• تمكينها من إتقان عمل مناسب تمارسه عند الحاجة الفردية أو الأسرية أو المجتمعية.
ثم أورد الرشيد في كلمته 5 معالم للقضية بشقيها، الخامس منها: أن التخطيط لتعليم الفتاة يجب أن يأخذ في اعتباره أن يكون إعدادها العلمي والعملي لممارسة الأعمال التي تلائم طبيعتها البدنية والنفسية، وتجنبها المنافسة على الأعمال التي يحظرها الشرع عليها.
(3)
وتحدث «الرشيد» عن عمل المرأة فقال: يكون في مجالات تصلح للعمل فيها بمؤهلاتها وقدراتها وصلاحيتها مراعيا طبيعتها وحدودها وألا يكون هناك اختلاط مناف للشرع، وأضاف بأن الأولوية لجهد المرأة ووقتها يجب أن يكون لرعاية أطفالها وبيتها، وأي عمل تقوم به بجانب ذلك ينبغي ألا يكون فيه ابتذال للمرأة.
(4)
ثم تحدث عن أمور عدة في تعليم الفتاة، منها: الأماكن المخصصة للتعليم، والنهوض بالمستوى التربوي، وإعطاء العناية الكافية في مدارس البنات للرعاية البدنية، واستغرب من عدم وجود حصص لهذا الغرض تكون بطريقة تتناسب وطبيعة المرأة.
(5)
قال «الرشيد» كلاما كثيرا في كلمته، إلا أن الفقرة التي تحدث فيها عن «التربية البدنية» في مدارس البنات خلقت له مشكلة مع من اختاره ليشكل الهيئة الاستشارية وعينه رئيسا لها، فقد كان للرئيس العام لتعليم البنات موقف من ذلك في الجلسة الختامية من الاجتماع، فقال في كلمته: «... لا يفوتني أن أشير إلى ما اشتملت عليه كلمة الدكتور محمد الرشيد وما جاء فيها من أمر ملفت للنظر، حيث شملت تأييده إدخال التربية الرياضية في المدارس.. وما هو إلا تعبير ورأي شخصي له.. فإني ومنسوبو الرئاسة لم ولن نفكر في بحث مثل ذلك على الإطلاق لما فيه من مخالفة لتعاليم شريعتنا وقيمنا.. ولا نوافق على هذا المبدأ ولا نقره جملة وتفصيلا».
(6)
نشرت كلمة الرئيس في الصحافة فتوالت المكالمات على الدكتور الرشيد تساؤلا وتنديدا حتى وصل الأمر إلى القذف في «الرشيد» وأفراد أسرته، فكانت محنة قاسية كما يقول «الرشيد»، فوجهه الأمير سلطان بن عبدالعزيز عليه رحمة الله بأن يعرض الأمر على سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن باز.
(7)
يروي «الرشيد» أنه ذهب بمعية عدد من الأصدقاء ذكرهم بالأسماء، إلى الشيخ ابن باز الذي طلب من أحد مرافقي الرشيد قراءة نص الكلمة فقرأها مرتين، ثم سأل ابن باز «هل هذا كل ما قلته؟» فأكد الرشيد ذلك مستشهدا بالتسجيل المتوفر لدى رئاسة تعليم البنات، وحين تأكد لابن باز الأمر عبر عن استيائه الشديد لما قاله الرئيس العام لتعليم البنات، وقال: ما قلته وافق كبد الحقيقة، وأضاف بأنه سيطلب من رئيس تعليم البنات بأن يعتذر للرشيد.
(8)
بعد ذلك أرسل «الرشيد» اعتذاره عن الاستمرار مستشارا للرئيس العام لتعليم البنات، ويروي «الرشيد» بأنه حين نقل له اعتذار معالي الرئيس عما جاء في كلمته، قال بأن هذا لا يكفي وطالب بأن تنشر الصحف كلمته التي ألقاها في مستهل الاجتماع مرفقة مع اعتذار معالي الرئيس، إلا أن ذلك لم يحدث!
تسلسل الحكاية:
1 محاولة تطوير تعليم البنات
2 التطوير بصلاح الدنيا والآخرة
3 تأهيل الفتيات للعمل
4 مقترح رياضة الفتيات
5 اعتراض رسمي على المقترح
6 أضرار الخلاف على المقترح
7 ميزان المفتي
8 اعتذار المستشار والرئيس
يروي وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد في كتابه «مسيرتي مع الحياة» أن معالي الرئيس العام لتعليم البنات اختاره ليشكل هيئة استشارية لتعليم البنات ويكون رئيسا لها في عام 1410هـ، فتكونت «الهيئة» واقترحت عقد اجتماع دوري سنوي لمسؤولي تعليم البنات وكبار موظفي «رئاسة تعليم البنات» فأيد «معالي الرئيس» الفكرة وأوكل إلى «الهيئة» تنظيم الاجتماع الأول وطلب من «الرشيد» أن يلقي كلمة الافتتاح فكان عنوانها «تعليم الفتاة بين الواقع والمأمول».. وأورد «الرشيد» الكلمة كاملة في كتابه.
(2)
ضمّن «الرشيد» كلمته مقترحا ليحظى بالنقاش في الاجتماع، فقال: أعتقد أن بغيتنا من تعليم الفتاة كبغيتنا من تعليم الفتى «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة»، يجب أن تكون إصلاح الدنيا وصلاح الآخرة، وإصلاح الدنيا يعني عمارتها.. وصلاح الآخرة يكون بطاعة الله والوقوف عند معالم الأمر والنهي الربانيين، ثم بالاجتهاد لتحقيق الرقي والتقدم البشريين بكل سبيل مشروع أو موافق للشرع، وأشار إلى أن تطبيق هذه النظرة في تعليم الفتاة يكون بتحقيق مهمتين:
• تمكينها من رعاية بيتها وأطفالها أكمل رعاية وأحسنها.
• تمكينها من إتقان عمل مناسب تمارسه عند الحاجة الفردية أو الأسرية أو المجتمعية.
ثم أورد الرشيد في كلمته 5 معالم للقضية بشقيها، الخامس منها: أن التخطيط لتعليم الفتاة يجب أن يأخذ في اعتباره أن يكون إعدادها العلمي والعملي لممارسة الأعمال التي تلائم طبيعتها البدنية والنفسية، وتجنبها المنافسة على الأعمال التي يحظرها الشرع عليها.
(3)
وتحدث «الرشيد» عن عمل المرأة فقال: يكون في مجالات تصلح للعمل فيها بمؤهلاتها وقدراتها وصلاحيتها مراعيا طبيعتها وحدودها وألا يكون هناك اختلاط مناف للشرع، وأضاف بأن الأولوية لجهد المرأة ووقتها يجب أن يكون لرعاية أطفالها وبيتها، وأي عمل تقوم به بجانب ذلك ينبغي ألا يكون فيه ابتذال للمرأة.
(4)
ثم تحدث عن أمور عدة في تعليم الفتاة، منها: الأماكن المخصصة للتعليم، والنهوض بالمستوى التربوي، وإعطاء العناية الكافية في مدارس البنات للرعاية البدنية، واستغرب من عدم وجود حصص لهذا الغرض تكون بطريقة تتناسب وطبيعة المرأة.
(5)
قال «الرشيد» كلاما كثيرا في كلمته، إلا أن الفقرة التي تحدث فيها عن «التربية البدنية» في مدارس البنات خلقت له مشكلة مع من اختاره ليشكل الهيئة الاستشارية وعينه رئيسا لها، فقد كان للرئيس العام لتعليم البنات موقف من ذلك في الجلسة الختامية من الاجتماع، فقال في كلمته: «... لا يفوتني أن أشير إلى ما اشتملت عليه كلمة الدكتور محمد الرشيد وما جاء فيها من أمر ملفت للنظر، حيث شملت تأييده إدخال التربية الرياضية في المدارس.. وما هو إلا تعبير ورأي شخصي له.. فإني ومنسوبو الرئاسة لم ولن نفكر في بحث مثل ذلك على الإطلاق لما فيه من مخالفة لتعاليم شريعتنا وقيمنا.. ولا نوافق على هذا المبدأ ولا نقره جملة وتفصيلا».
(6)
نشرت كلمة الرئيس في الصحافة فتوالت المكالمات على الدكتور الرشيد تساؤلا وتنديدا حتى وصل الأمر إلى القذف في «الرشيد» وأفراد أسرته، فكانت محنة قاسية كما يقول «الرشيد»، فوجهه الأمير سلطان بن عبدالعزيز عليه رحمة الله بأن يعرض الأمر على سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن باز.
(7)
يروي «الرشيد» أنه ذهب بمعية عدد من الأصدقاء ذكرهم بالأسماء، إلى الشيخ ابن باز الذي طلب من أحد مرافقي الرشيد قراءة نص الكلمة فقرأها مرتين، ثم سأل ابن باز «هل هذا كل ما قلته؟» فأكد الرشيد ذلك مستشهدا بالتسجيل المتوفر لدى رئاسة تعليم البنات، وحين تأكد لابن باز الأمر عبر عن استيائه الشديد لما قاله الرئيس العام لتعليم البنات، وقال: ما قلته وافق كبد الحقيقة، وأضاف بأنه سيطلب من رئيس تعليم البنات بأن يعتذر للرشيد.
(8)
بعد ذلك أرسل «الرشيد» اعتذاره عن الاستمرار مستشارا للرئيس العام لتعليم البنات، ويروي «الرشيد» بأنه حين نقل له اعتذار معالي الرئيس عما جاء في كلمته، قال بأن هذا لا يكفي وطالب بأن تنشر الصحف كلمته التي ألقاها في مستهل الاجتماع مرفقة مع اعتذار معالي الرئيس، إلا أن ذلك لم يحدث!
تسلسل الحكاية:
1 محاولة تطوير تعليم البنات
2 التطوير بصلاح الدنيا والآخرة
3 تأهيل الفتيات للعمل
4 مقترح رياضة الفتيات
5 اعتراض رسمي على المقترح
6 أضرار الخلاف على المقترح
7 ميزان المفتي
8 اعتذار المستشار والرئيس