أسيرة في زنزانة ذكرياتي
الجمعة / 4 / جمادى الآخرة / 1438 هـ - 19:15 - الجمعة 3 مارس 2017 19:15
عاشت معنا سنين طويلة، وإن صح القول عشنا معها، فمنذ أن فتحنا أعيننا اعتدنا وجودها. مرت علينا لحظات الفرح فتشاركناها، ولحظات الحزن فتكاتفنا وتصدينا لها. نعم عشنا كل شيء. تغيب عنا لفترات قد لا نسأل كثيرا حينها، مع الأسف، ولكن فور عودتها إلينا لا نكترث لشيء سوى تلك اللحظات التي تجمعنا.
فجأة وفي لحظة لم نتأهب لها رحلت. نعم، لقد رحلت وتركت كل شيء خلفها. رحلت من غير أن نتحضر لذلك.. رحلت. رسالة لكِ يا من ترقدين تحت التراب، أكتبها بدم قلبي.
هل تعلمين أنه فور رحيلك تركتِ ثغرة في ذاكرة كل واحد منا؟ في بادئ الأمر كنت أظن أنني وحدي ظللت حبيسة في زنزانة ذكرياتي معكِ حتى أدركت أن كل من حولي ما زالوا أسرى داخل زنزانة ذكرياتهم معكِ، فما بالك أن هناك من يستيقظ من نومه حاملا هاتفه يريد محادثتكِ كعادته ليتذكر أنكِ أويت إلى منزل وحياة جديدة ليس بالإمكان الوصول إليكِ كما هي العادة.
أنت تلازمين تفكيري كل وقت وحين، كلما تحدث شخص وشابهك في حديثه أشرت لذلك. كلما نظرت ورأيت موقفا يحاكي مواقفك سرحت ورحلت بعيدا، مجسدة ذلك الموقف في مخيلتي على أن ألبسك الدور فعلا في كل مرة.
والله لو أني لست بمؤمنة موحدة لتساءلت: لماذا لم تنذرينا قبيل رحيلك! لكنا تحضرنا لذلك، لأننا ما زلنا أسرى حتى هذا اليوم. كل هذا وأكثر يجول بخاطري، وفي كل مرة كل وجل ما أقوله لعل هذه رسالة من المولى عز وجل كي تلازمي دعاءنا.
أصبحت أرفع كفي طالبة الرحمة لكِ قبل أن ألتفت وأذكر مسألتي. أترحم عليك بقدر زيارتك ذهني وتفكيري.
يقيني أننا سنظل أسرى كي نتذكرك بالدعاء دائما، فو الله أجمع أغلبهم على نقاء وصفاء قلبك.
لم تتركي ابنا خليفة لك حتى يدعو ويسأل الله لك الرحمة والمغفرة، ولكن أبشرك أنك خلفتِ قلوبا تبتهل ما استطاعت في الدعاء لكِ، قلوبا ما زالت تبتسم وتذكرك بالحسن في كل مجلس.
مضت تسعة أشهر على رحيلك وكأنها تسعة أيام فقط.
أكتب لك من هنا لأني أعلم أن هذا شفاء لروحي. لا ولن ننساك ما حيينا، رحمكِ الله وجمعنا بكِ ومن نحب في جنته.
فجأة وفي لحظة لم نتأهب لها رحلت. نعم، لقد رحلت وتركت كل شيء خلفها. رحلت من غير أن نتحضر لذلك.. رحلت. رسالة لكِ يا من ترقدين تحت التراب، أكتبها بدم قلبي.
هل تعلمين أنه فور رحيلك تركتِ ثغرة في ذاكرة كل واحد منا؟ في بادئ الأمر كنت أظن أنني وحدي ظللت حبيسة في زنزانة ذكرياتي معكِ حتى أدركت أن كل من حولي ما زالوا أسرى داخل زنزانة ذكرياتهم معكِ، فما بالك أن هناك من يستيقظ من نومه حاملا هاتفه يريد محادثتكِ كعادته ليتذكر أنكِ أويت إلى منزل وحياة جديدة ليس بالإمكان الوصول إليكِ كما هي العادة.
أنت تلازمين تفكيري كل وقت وحين، كلما تحدث شخص وشابهك في حديثه أشرت لذلك. كلما نظرت ورأيت موقفا يحاكي مواقفك سرحت ورحلت بعيدا، مجسدة ذلك الموقف في مخيلتي على أن ألبسك الدور فعلا في كل مرة.
والله لو أني لست بمؤمنة موحدة لتساءلت: لماذا لم تنذرينا قبيل رحيلك! لكنا تحضرنا لذلك، لأننا ما زلنا أسرى حتى هذا اليوم. كل هذا وأكثر يجول بخاطري، وفي كل مرة كل وجل ما أقوله لعل هذه رسالة من المولى عز وجل كي تلازمي دعاءنا.
أصبحت أرفع كفي طالبة الرحمة لكِ قبل أن ألتفت وأذكر مسألتي. أترحم عليك بقدر زيارتك ذهني وتفكيري.
يقيني أننا سنظل أسرى كي نتذكرك بالدعاء دائما، فو الله أجمع أغلبهم على نقاء وصفاء قلبك.
لم تتركي ابنا خليفة لك حتى يدعو ويسأل الله لك الرحمة والمغفرة، ولكن أبشرك أنك خلفتِ قلوبا تبتهل ما استطاعت في الدعاء لكِ، قلوبا ما زالت تبتسم وتذكرك بالحسن في كل مجلس.
مضت تسعة أشهر على رحيلك وكأنها تسعة أيام فقط.
أكتب لك من هنا لأني أعلم أن هذا شفاء لروحي. لا ولن ننساك ما حيينا، رحمكِ الله وجمعنا بكِ ومن نحب في جنته.