الرأي

بادرة ساعي بريد السماء

في زخم الحياة اليومية لم تعد رسائل الثرثرة في الواتس اب أو رسائل البريد الالكتروني المليئة بالإعلانات أو مهام العمل تعني ما تحمله كلمة رسالة من معنى قديم عندما مرت هذه الرسالة بالكثير من الظروف الصعبة في تنقلها من الحمام الزاجل حتى سعاة البريد وصناديق البريد وغيرها.. ثم ما وصلت له في هذا الوقت الحالي من مجرد صوت نغمة (ترن) أو ومضة في الجوال كإشعار. على الرغم من كل هذه السهولة التكنلوجية إلا أن عنصرا آخر افتقد في تلقي الرسالة مع المظروف وراحة الورق، إنه الدهشة في الحصول على رسالة! الشغف في معرفة المحتوى ومعرفة ما الذي يريد قوله، وأي جزء من دواخلنا يريد صاحب الرسالة هزه أو إيقاظه! لقد أصبح كل شيء سهلا ومختصرا وسط هذا الركض في عصرنا الاستهلاكي حتى في قول الكلمات لم تعد للرسالة وقفة تأمل. ومن هذا المنطلق ومضت في عقلي فكرة تبادل الرسائل بين الغرباء هذه البادرة التي أحببت أن تكون لأولئك الذين يحبون الرسائل الأدبية إعادة تلك البهجة عند تلقي رسالة والاحتفاء بها أن تكون للكلمات قيمة عندما يحادثك شخص مجهول لا تعرف عنه أي شيء وكذلك هو لا يعرف عنك شيئا! فقط ما تجمعكم هي الكلمة كيف تشكلها بما يناسب شعورك، أيضا هي وسيلة للتخفف من أعباء الحياة تشبه أن تضع رأسك وتنام على كتف غريب في وسيلة مواصلات عامة ثم تستيقظ غير مدرك كيف كان كتفه بهذه الراحة. الكتابة من أجل الكتابة في حساب ساعي بريد السماء على التويتر الكثير من عناوين البريد والاختيار العشوائي لتغرق بين الزحام وسط رسائل الغرباء اللطفاء.