استعرض رئيس شركة بون ياسر حريري مسيرة الشركة خلال السنوات الماضية والاستراتيجيات المتبعة لتوسيع أعمال الشركة من خلال دراسات الجدوى. وأبان أنهم بحثوا عن أسماء تجارية عالمية وعمدوا لفتح شركات باسمها. وأضاف «وردتنا عروض كثيرة منها ما رفض ومنها ما هو تحت الدراسة لأن ما يهمنا في المقام الأول الجودة ونوعية الخدمة، وفي مجال التجارة عموما هناك قاعدة شعبية قديمة تقول أن صاحب النفس الطويل هو من يظفر بالريادة». تأسيس بون وأوضح أن «بون» شركة تحت مظلة مجموعة الحريري المتحدة، أسسها علي الحريري -رحمه الله- وهي من أعرق الشركات في مجال الفندقة وتسكين الحجاج، تأسست في 1387، وبدأت تمارس نشاطها بشكل مبسط، ورويدا رويدا أصبحت من الشركات الرائدة في مجال إدارة وتشغيل الفنادق حيث بدأت انطلاقتها الفعلية في 1420، يرأسها محمد علي حريري وهو خريج جامعة أم القرى وحاصل على الماجستير في العلوم الإدارية من القاهرة. ومجموعة الحريري المتحدة كانت تعنى من بداياتها بكل ما يخص خدمات الحج والعمرة على مدار العام وخدمات الإسكان والإعاشة في مكة المكرمة، ومع التخطيط والعمل خلال السنوات الخمس والعمل على التوسع أفقيا وفقا لاستراتيجية ممنهجة. وأضاف «وتحديدا في 1425 أسسنا خمس شركات منفصلة تخدم المجتمع بإدارات مستقلة، وفي نفس الوقت تخصصنا في الخدمات الفندقية». استثمارات عامة بدوره، أوضح نائب رئيس لجنة الفنادق في الغرفة التجارية في مكة المكرمة عضو اللجنة الوطنية للسياحة والفندقة في السعودية ياسر علي حريري أن لهم شركة متخصصة بأعمال الإعاشة للحجاج، ومن ثم تخصصوا في الاستثمارات العامة، وتم إنشاء شركة تقدم من خلالها خدمات للمستهلك وشعارها في ذلك «السعر يساوي الجودة والنوعية». وأكد ياسر أنه خريج الكلية التقنية في جدة، ثم أكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في كندا، ثم الماجستير بتخصص إدارة الموارد البشرية. مدخل الجودة وأضاف أن بون تسعى للوصول للقمة والمحافظة عليها، وهذا الهدف يحتاج إلى تقديم خدمات بجودة عالية، رغم أن الشركة هدفها ربحي، إلا أن الجودة هي المدخل الأساسي لأي أرباح، خاصة في مجال تشغيل الفنادق، وأشار إلى استحالة المحافظة على القمة إلا بالاستمرار في الجودة، ومن الشركات التابعة للمجموعة، شركة صرح إخوان المحدودة المختصة بإدارة وتطوير المشاريع. وكانت فكرة الشركة الأساسية بأخذ المشروع التقليدي وتقديمه بفكر معاصر وتطوير الأفكار ومواكبة الجيل والألفية الجديدة، على سبيل المثال مشروع إنشاء وتشغيل وصيانة سوق المواشي والأعلاف والمسلخ الرئيسي في مكة المكرمة الذي يعد بديلا لمسلخ الكعكية ومسلخ المعيصم. مشاريع عملاقة وأوضح حريري أن هناك توجها جديدا لأمانة العاصمة المقدسة في المشاريع ذات النفع العام التي تلامس خدمة المجتمع وخدمة المواطن، وأنه تم تخصيص مساحة 300 ألف كلم مربع، وفي بعض المشاريع 4 ملايين متر مربع لخدمة المجتمع، وأن للأمانة دورا مهما ونظرة مستقبلية جيدة بحكم التوسع الحاصل وزيادة عدد السكان في مكة المكرمة، ولمواكبة المشاريع التطورية وهدف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في زيادة عدد زوار بيت الله الحرام والحجاج، والآن يتم العمل على قدم وساق بمشاريع عملاقة مثل مشروع توسعة الحرم وتوسعة المطارات وإنشاء شبكات جديدة للطرق واستحداث شبكة القطار على مستوى المملكة، وفق نظرات مستقبلية تنموية هائلة جدا من الحكومة. قيادة الفيصل وعن الرؤية المستقبلية للنمو الاقتصادي السعودي في ظل منظومة الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قال الحريري «حكومتنا الرشيدة تمتلك رؤية سديدة لعصر تنموي ممتاز وفعال وأخص مكة المكرمة التي يكفي أن الأمير خالد الفيصل هو قائد التنمية والرقي إلى العالم الأول، ودائما ما ينادي ويناشد بأن تكون مكة المكرمة متقدمة على العالم أجمع». وأردف «ونحن بقيادته ومسيرته وبرعايته للمشاريع التنموية وتذليله للصعوبات وبإصراره وإشرافه المباشر على سير العمل ستكون مكة إحدى أوائل المدن في العالم بمشاريعها القياسية وفي مدة التنفيذ بالمقارنة مع حجم المشروع، خاصة وأن هدف مكة المقبل استقبال 10 ملايين حاج». خدمات مميزة وأضاف «ولحصاد ثمرات النجاح لأي عمل، فإنه لا بد من الارتقاء بمستوى الجودة، ووفقا لهذه الاستراتيجية، أصبح للشركة قاعدة عريضة من العملاء تم استقطابهم خلال السنوات الخمس الماضية». وأكد أن «بون» تعمل للمحافظة على عملائها بالمحافظة على مستوى خدماتها، لافتا إلى أن أنهم يبتعدون عن الطرق السلبية التي تنتهجها بعض الشركات، حيث تبدأ الشركة تقديم خدماتها الفندقية جودة عالية وبعد فترة وجيزة يتراجع مستواها فتخسر زبائنها وكل سنين خبراتها. وأضاف «الاستثمار في مجال الفندقة ليس بالأثاث والديكور، بل بالخدمات المميزة لتقديم أفضل ما هو متوفر بجودة عالية، وأن هذا ما هدفت إليه بون وفريق عملها وهذا تحديدا ما يميزنا وكأننا أسرة واحدة تعمل بشكل متناغم وبهمة عالية من أكبر موظفيها إلى أصغرهم». ثقافة المجتمع وحول دخول بعض الشباب السعودي للعمل في مجال الفندقة، أوضح حريري أن ذلك يحتاج أولا إلى تهيئة علمية وعملية كاملة للأفراد، وهذا المجال أصبح علم يدرس، إذ إن الفندقة والسياحة مجال وأسع ومتشعب ويحتاج إلى الإلمام بكل تفاصيله وتقنياته حتى تكون مخرجاته صالحة في سوق العمل. خطوات جريئة وأفاد ياسر حريري أن السماح للشركات العالمية بالدخول المباشر في السوق السعودية، خطوة جريئة جدا يحتاجها المواطن والسوق والاقتصاد السعودي. ويرى أن هذه الخطوة رائعة، كونها تخلق بيئة عمل محترفة أكثر من الوكالات ووجود الشركة الأم يخلق بيئة تنافسية أفضل من ناحية البيئة العملية والاقتصاد والعرض والطلب في المبيعات، موضحا أن بعض المنتجات في الأسواق السعودية تكون مرفوضة بسبب خدمة ما بعد البيع. وشدد على أن وجود الشركة الأم في السعودية يجعل خدمة ما بعد البيع أفضل مما كانت عليه، ويتوقع أن تكون نسبة التوطين أعلى من القطاع الخاص، وأنها ستخلق فرص وظيفية أكثر. طلبات أبل وأشار حريري إلى طلب شركة أبل من الحكومة بفتح ثلاثة فروع رئيسة في جدة والدمام والرياض، ليصبح لموظفيها أمان وظيفي أكثر من العمل في الوكالات، خاصة وأن القوة المالية التي يستند إليها هي رأسمال الشركة الأم، مع بعض التسهيلات البنكية أما عن القوة البشرية، فإن لديهم كادر وطني وقيادات وطنية متخصصة وممتازة. بيئة جاذبة وحول مستقبل الصناعة السعودية والاستثمار بشكل عام، أوضح حريري أن «السوق السعودية أو البيئة الاستثمارية السعودية من الناحية المالية والاقتصادية والسياسية ممتازة للغاية وجاذبة لأبعد الحدود، مبينا أنهم وفي كل لقاءاتهم برجال الأعمال في الخارج يتحدثون معهم عن السعودية والاستثمارات فيها بشكل إيجابي وأنهم يرغبون الاستثمار فيها وفي كل المجالات، كونها مستقرة سياسيا واقتصاديا»، وقال «إن رأس المال جبان كما يشاع، فأصحاب رؤوس الأموال دائما ما يخافون على أموالهم ويأتون بها إلى الأماكن المستقرة سياسيا واقتصاديا وفيها من القوانين التي تحمي استثماراتهم». ضرائب معدومة وأضاف حريري أن هناك جانبا آخر مهم للغاية، وهو أن الضرائب تكاد تكون معدومة في السعودية بعكس الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، والبيئة مهيأة في السعودية التي تفرض تعرفة جمركية معقولة تعد الأقل في العالم كله، ونحن فقط بحاجة إلى رؤوس أموال ودراسات جدوى لأعمال استثمارية مهمة، والدخول بجدية في استثمارات تفتح مجالات اقتصادية لصالح المملكة ومواطنيها، فكلما زادت الاستثمارات زادت فرص العمل وتوسعت المواعين الاقتصادية الأخرى. أركان الفندقية وأردف ياسر أن الخدمة الفندقية هي عبارة عن خدمة تقدمها للنزيل سواء كان حاج أو معتمر وتعتمد على ثلاثة أركان أولها الهدوء، بمعنى أنه بجرد دخول النزيل لحدود غرفته يكون في بيئة هادئة. وثانيها الرفاهية، وهي درجة أولى في التميز، حيث تضم الهدوء والأمان وكيفية سلاسة التعامل بين الكادر المقدم لخدمة النزيل. وآخر الأركان الأمان، وهذا امتداد للأمن والأمان مع حكومتنا الرشيدة، موضحا أن هناك معاهد متخصصة بالتعليم والإعداد المهني، بينهم اتفاقات بتقديم دورات ربع سنوية. إدارة أعمال حج وعمرة وأشاد نائب رئيس لجنة الفنادق في الغرفة التجارية في مكة المكرمة بتخريج جامعة أم القرى العام الماضي أول دفعة من جامعة أم القرى في تخصص بكالوريوس إدارة أعمال حج وعمرة. وأضاف أن الكادر التدريبي عندما يكون على مستوى عال من التدريب ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المخرجات وسهولة تحقيق الأهداف والمهمات في ما يخص التعليم المهني بصفة عامة، واصفا اتجاه القطاع للأفضل في ظل هذه المعطيات. وأفاد في نفس الوقت أن تخصص إدارة أعمال سياحة وفندقة، بحكم قربه من البرنامج التعليمي وعلاقاته الشخصية مع الدكاترة في جامعة أم القرى وبحكم عمله في اللجنة والغرفة كان يقدم بعض المساهمات في التدريب الصيفي للطلاب في بعض الفنادق في القطاع، وهذه عملية ممتازة بأن ترجموا خدمات الحج والعمرة من مهنة إلى برنامج أكاديمي، وفي نفس الوقت المجموعة العامة للتدريب المهني أقامت ورشة عمل للحصول على المعيار الدولي لتخصص السياحة والفندقة والحج والعمرة، وأقاموا أيضا ورشة عمل في جدة، وكان حريري أحد رجال الأعمال المتخصصين في المجال الذين وقع عليهم الاختيار لترجمة وتوفيق البرنامج الأكاديمي الخارجي الانجليزي، والبرنامج الأكاديمي السعودي للحج والعمرة، وأخيرا بالوصول إلى آلية معينة تم الاتفاق عليها والحصول على المعيار الدولي كشهادة معتمدة دوليا.