معرفة

كيف يعيش الإنسان 100 عام؟

u0627u0645u0631u0623u0629 u0645u0639u0645u0631u0629
أرجع مدير معهد ماكس بلانك الألماني لأبحاث السكان، جيمس فاوبل أسباب بلوغ بعض الناس سن 100 سنة وموت آخرين قبل هذا السن إلى الجينات البشرية التي يمكن أن توضح ذلك بنسبة 25%، مستندا على ذلك بدراسة حديثة أجراها المعهد. ووصل فريق من الباحثين تحت إشراف توماس بيرلس من جامعة كاليفورنيا أيضا إلى نتيجة مشابهة بعد تحليل شجرة القرابة لـ 444 مواطنا أمريكيا عاشوا 100 سنة فأكثر. وكان لدى أشقاء هؤلاء الشيوخ واحد إلى 17 احتمالا لبلوغ سن 100 عام مثل أخوتهم مقارنة بالأمريكيين من نفس المواليد. وعلق فاوبل على هذه الدراسة بقوله «البحث عن جين واحد ذي صلة بالعيش حياة طويلة لم يكن كافيا»، وأضاف «تلعب مئات الجينات دورا في ذلك». في حين عثر باحثون تحت إشراف فريدريكه فلاخسبارت من جامعة كيل الألمانية على شكل آخر ذي صلة بالحياة الطويلة، حيث أخذوا عينات حمض نووي من 388 شخصا بلغوا سن الـ100 عام فأكثر، وقارنوها بجينات شيوخ أقل سنا، ليجدوا أن جينا يسمى «FOXO3» يتكرر بشكل ملفت لدى أصحاب الـ 100 عام وبذلك أكدوا النتائج التي توصل إليها الباحث كريج فيلكوكس المتخصص في أبحاث العمر الذي عثر على هذا الشكل من الجينات في عينة أخذت من 200 أمريكي مسن ذوي أصول يابانية، ولكن من غير المعروف حتى الآن كيف يؤثر هذا الشكل الجيني على العمر. عن ذلك يقول فاوبل «رغم أن للجينات تأثيرا معتدلا على عمر الإنسان، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دورا أكبر». وبينت دراسات أن الحياة الطويلة تعود بالدرجة الأولى إلى التغذية الجيدة والحركة المنتظمة وعدم الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، إضافة إلى الترابط الاجتماعي. وعلل فاوبل سبب طول أعمار النساء عن الرجال، بـ «الاختلافات الحيوية بين الرجال والنساء، عدا عن الاختلاف في سلوكيات الذكور والإناث». وأظهرت دراسة بريطانية أن 60% من الفوارق في الأعمار بين الرجال والنساء يمكن أن تعزى إلى أن الرجال أكثر تدخينا وتعاطيا للمشروبات الكحولية من النساء، كما أن الرجال يزاولون مهنا خطيرة في الغالب. وتقدم النظرية التي تعرف بـ «فرضية الجدة» محاولة أخرى لتفسير السبب وراء حياة النساء عمرا طويلا بعد انقطاع الطمث أو بلوغ سن اليأس، في حين أن الكثير من الحيوانات الثديية الأخرى تموت عقب وصول مرحلة عدم الإنجاب، إذ يرجح الباحثون أن اعتناء النساء في كبرهن بالأحفاد يحافظ على اللياقة الجسدية للجدات مما يجعلهن يظللن أصحاء فترة أطول. ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين قضوا بشكل منتظم وقتا مع أحفادهم عاشوا أطول. وبعد عشر سنوات من بدء الدراسة كان 50% من الأجداد المراعين لأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، بينما المشاركون في الدراسة الذين كانوا يرون أحفادهم بشكل نادر أو لم يكن لديهم أحفادا توفوا بالفعل بعد خمس سنوات من بدء متابعتهم.