هناك من يستحق!
الخميس / 19 / جمادى الأولى / 1438 هـ - 20:15 - الخميس 16 فبراير 2017 20:15
نشرت في موقع للتواصل الاجتماعي تدوينة أدبية متسلسلة في سبع نقاط كان بينها عبارة تقول «أتمنى أن أجد من يستحق التضحية أكثر مني».
فوجئت بجميع من شاركني التعليق على المنشور، لأنهم ركزوا على هذه الجملة وتجاهلوا بقية العبارات تماما!
تعجبت من التأييد المطلق بأنه لا يوجد من يستحق التضحية أكثر من أنفسنا، باستثناء تعليق واحد فقط كان يعتقد بأن التضحية خلق نبيل وهناك من يستحقه.
ورغم أن هذه العبارة ينطبق عليها قاعدة «أعذب الشعر أكذبه» وإضافتها كانت لخلق توازن في الفكرة العامة لبقية الجمل في التدوينة، حيث إني مؤمنة جدا بأن التضحيات هي أقوى سلوك يدل على مدى إنسانيتنا وصدق شعورنا، إلا أنها الوحيدة التي استأثرت بالتفاعل.
ويصعب وجود إنسان لم يمارس التضحية بقناعة تامة منه أو بطريقة لا إرادية، ويشعر بعدها بالرضا عن نفسه إذا أصابت هدفها المنشود، لأن الإنسان الذي لا يبذل من نفسه أو ماله أو وقته للآخرين يكون خاسرا اجتماعيا محدود العلاقات.
التضحية سلوك غير مدروس، هي باختصار تكريس الذات والإمكانات لبلوغ أهداف سامية تعود بالنفع على غير الأشخاص الذين يضحون، هي انقلاب على الأنا والأنانية والخروج من صدفة الفرد لمحيط الإنسانية، نحن لا نبالي
ولا نقدر من يبذلون أوقاتهم وطاقاتهم دون أن ينتظروا عليه مقابلا، من أمهات وآباء وجنود ومتطوعين في أنحاء العالم يحققون ذواتهم في سبيل بناء ومداواة الآخر أو الدفاع عنه!
لقد كانت قصص التضحية والبذل من أجل الآخرين والأوطان هي من زينت التاريخ في نهاية القرن الثامن عشر مات الملايين في العالم نتيجة الإصابة بالجدري، ومن يدري كم كان سيفني هذا المرض من
البشر لولا تضحية الطبيب الإنجليزي «إدوارد جينر» بابنه الوحيد واختبار لقاح الجدري عليه، ثم التوصل للمصل المقاوم للمرض الذي أنقذ العالم من هذا الوباء في أول انتصار بشري على مرض وبائي.
الكرامة والإحساس بالظلم هما من دفعا مئات الآلاف من المعارضين للعنصرية والتمييز ضد العرق الأسود للتضحية بحياتهم، فنالت أمم من أبناء القارة الأفريقية حقها في الحرية منذ الثورة الهايتية حتى هذا اليوم.
الدنيا بخير:
غمرتني الدهشة لخبر نشر في الصحف المحلية قبل أيام عدة عن رجل من -طريف- شمال المملكة، توفي صديقه وهو مطالب بمبالغ مالية كبيرة لم يستطع أبناؤه الوفاء بها، وعرضت ممتلكاته من أغنام وإبل في مزاد حكومي للإيفاء بدينه، المفاجأة أن جميع ما عرض تم شراؤه من قبل ذلك الرجل، وبعد ذلك أعاد «الحلال» بالكامل لأبناء صديقه المتوفى في مشهد مهيب لقصة تضحية ووفاء تحدث أمامنا.
بعد كل هذا هل بقي لديكم شك بأن التضحية تملأ الدنيا سلاما ورحمة؟ أو أنه يوجد من يستحق التضحية أكثر من أنفسنا؟
فوجئت بجميع من شاركني التعليق على المنشور، لأنهم ركزوا على هذه الجملة وتجاهلوا بقية العبارات تماما!
تعجبت من التأييد المطلق بأنه لا يوجد من يستحق التضحية أكثر من أنفسنا، باستثناء تعليق واحد فقط كان يعتقد بأن التضحية خلق نبيل وهناك من يستحقه.
ورغم أن هذه العبارة ينطبق عليها قاعدة «أعذب الشعر أكذبه» وإضافتها كانت لخلق توازن في الفكرة العامة لبقية الجمل في التدوينة، حيث إني مؤمنة جدا بأن التضحيات هي أقوى سلوك يدل على مدى إنسانيتنا وصدق شعورنا، إلا أنها الوحيدة التي استأثرت بالتفاعل.
ويصعب وجود إنسان لم يمارس التضحية بقناعة تامة منه أو بطريقة لا إرادية، ويشعر بعدها بالرضا عن نفسه إذا أصابت هدفها المنشود، لأن الإنسان الذي لا يبذل من نفسه أو ماله أو وقته للآخرين يكون خاسرا اجتماعيا محدود العلاقات.
التضحية سلوك غير مدروس، هي باختصار تكريس الذات والإمكانات لبلوغ أهداف سامية تعود بالنفع على غير الأشخاص الذين يضحون، هي انقلاب على الأنا والأنانية والخروج من صدفة الفرد لمحيط الإنسانية، نحن لا نبالي
ولا نقدر من يبذلون أوقاتهم وطاقاتهم دون أن ينتظروا عليه مقابلا، من أمهات وآباء وجنود ومتطوعين في أنحاء العالم يحققون ذواتهم في سبيل بناء ومداواة الآخر أو الدفاع عنه!
لقد كانت قصص التضحية والبذل من أجل الآخرين والأوطان هي من زينت التاريخ في نهاية القرن الثامن عشر مات الملايين في العالم نتيجة الإصابة بالجدري، ومن يدري كم كان سيفني هذا المرض من
البشر لولا تضحية الطبيب الإنجليزي «إدوارد جينر» بابنه الوحيد واختبار لقاح الجدري عليه، ثم التوصل للمصل المقاوم للمرض الذي أنقذ العالم من هذا الوباء في أول انتصار بشري على مرض وبائي.
الكرامة والإحساس بالظلم هما من دفعا مئات الآلاف من المعارضين للعنصرية والتمييز ضد العرق الأسود للتضحية بحياتهم، فنالت أمم من أبناء القارة الأفريقية حقها في الحرية منذ الثورة الهايتية حتى هذا اليوم.
الدنيا بخير:
غمرتني الدهشة لخبر نشر في الصحف المحلية قبل أيام عدة عن رجل من -طريف- شمال المملكة، توفي صديقه وهو مطالب بمبالغ مالية كبيرة لم يستطع أبناؤه الوفاء بها، وعرضت ممتلكاته من أغنام وإبل في مزاد حكومي للإيفاء بدينه، المفاجأة أن جميع ما عرض تم شراؤه من قبل ذلك الرجل، وبعد ذلك أعاد «الحلال» بالكامل لأبناء صديقه المتوفى في مشهد مهيب لقصة تضحية ووفاء تحدث أمامنا.
بعد كل هذا هل بقي لديكم شك بأن التضحية تملأ الدنيا سلاما ورحمة؟ أو أنه يوجد من يستحق التضحية أكثر من أنفسنا؟