ضربة في مقتل .. الداخلية تشل داعش وتسقط رؤوس الأفاعي وتحبط عمليات قتل شنيعة
الخميس / 19 / جمادى الأولى / 1438 هـ - 21:30 - الخميس 16 فبراير 2017 21:30
في عملية أمنية موسعة استمرت 5 أيام أطاحت وزارة الداخلية بأربع خلايا عنقودية في أربع مناطق سعودية هي مكة المكرمة، والقصيم، والمدينة المنورة، والرياض.
ونشط عناصرها الـ18 ـ 15 منهم سعوديون، أحدهم بالتجنس، ويمنيان وسوداني ـ الذين ألقي القبض عليهم جميعهم، في رصد أهداف لمخططاتهم المحتملة، والدعاية الإعلامية لتنظيم داعش، وتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، فيما كان لافتا العثور بحوزتهم على سكاكين غير تقليدية، يعتقد أنهم كانوا بصدد استخدامها في التشنيع بقتل أهدافهم.
وأعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي عقده في الرياض اليوم مع اللواء المهندس بسام العطية، من وزارة الداخلية، بمقر نادي الضباط في الرياض، أن الإطاحة بالخلايا الأربع جاءت في إطار متابعة الأجهزة الأمنية لعناصر الشر وإحباط مخططاتهم الإرهابية، لافتا إلى أن العمليات الأمنية في هذا الصدد أسفرت عن القبض على 7 منهم في مكة، و6 في القصيم، و3 في المدينة، وعلى عنصرين في الرياض.
وطبقا للمعلومات التي أفصحت عنها الداخلية فإن الخليتين الإرهابيتين المضبوطتين في مكة والمدينة على علاقة بالموقوف حسام الجهني الذي وفر لانتحاريي حي الحرازات بجدة خالد سرواني ونادي عنزي المأوى الذي قضيا فيه خلال مداهمتهما الشهر الماضي، حيث كان الجهني حلقة الوصل بين هاتين الخليتين ومنسق العمليات التابع لتنظيم داعش في سوريا، فيما كانت خليتا الرياض والقصيم على علاقة مباشرة بذلك المنسق. كما تفيد المعلومات بأن خلية القصيم كانت مسؤولة عن تصنيع ونقل الحزام الانتحاري الذي كان بحوزة العنصر الباكستاني الذي كان ينوي مهاجمة مسجد المصطفى بحي أم الحمام بالقطيف قبل أن يقتله رجال الأمن.
وكشف مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية اللواء بسام عطية خلال المؤتمر عن اضطلاع الخلايا الأربع المضبوطة بـ8 أدوار رئيسة، تمثلت بتصنيع المتفجرات، والإيواء، وتدريب الانتحاريين على ارتداء الأحزمة الناسفة، والمساندة اللوجستية، والتحريض على المشاركة في عمليات القتال، والترويج للفكر التكفيري، ورصد الأهداف، إضافة إلى الدعم المالي.
وأظهرت عمليات التحريز للمضبوطات مع الخلايا عن كنز أولئك الإرهابيين لمبالغ مالية ضخمة تقدر بمليوني ريال سعودي.
مصادر التمويل
وفي رد على سؤال لـ»مكة»حول ما إذا كانت الداخلية قد تمكنت من التعرف على مصادر تمويل تنظيم داعش في ظل المبلغ المالي الضخم المضبوط معهم، قال التركي «من الصعب جدا تحديد الكيفية التي اتبعها هؤلاء في جمع تلك المبالغ المالية، أو الأسلوب المستخدم بغرض إيصال مثل هذه المبالغ إلى خارج السعودية»، لافتا إلى أن هناك دلائل لدى الأجهزة الأمنية تفيد بأن تلك الأموال عادة ما تستخدم في تمويل الجرائم الإرهابية التي يخططون ويجندون لها داخل البلاد.
وأفاد أن العناصر المضبوطة كانت تعمل على تحديد أهداف بعينها، وإرسالها إلى تنظيم داعش، ولكن حتى الآن المخططات غير واضحة المعالم، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية تعاملت معها بضربات استباقية، موضحا أن طبيعة بعض المضبوطات مثل السكاكين بالغة الخطورة، وقد تعكس بعض الأهداف التي كانوا ينوون استهدافها بعد أخذ موافقة التنظيم عليها.
وكان لافتا أن عددا كبيرا من المقبوض عليهم في الخلايا الأربع في العقد الرابع من العمر. وقال اللواء عطية أمام هذا «نحن نتحدث عن مخضرمين ورؤوس أفاع. وظهور هؤلاء يعني أن الخلايا كانت تحظى بعمليات دعم وتحريض ومساندة»، معتبرا أن إسقاط هذه الخلايا هو بمثابة «شل كبير جدا للشرايين الرئيسة لمنظومة العمل الإرهابي في المملكة، وهذا لا يعني أنهم ليسوا مؤهلين لتنفيذ عمليات القتل كذلك، بدليل العثور بحوزتهم على أسلحة بيضاء من نوعية خاصة».
ومن بين العناصر المقبوض عليهم في الخلايا الأربع مدرسون وطلبة وعسكري واحد وتاجر وممارسو أعمال حرة وعاطلون.
ورفض مسؤولو وزارة الداخلية ربط مهن المقبوض عليهم بالأهداف المحتملة، كحالة العسكري على سبيل المثال، الذي علق اللواء عطية عليه بالقول «هذا لا يدل على أن هناك منشأة عسكرية مستهدفة، فطريقة التجنيد في داعش تتم على كل المستويات. وهناك تنوع في الاستهدافات. ولقد طالت عمليات التجنيد بنوكا وجامعات وغيرها، وينشط عناصرها في قضايا الدعم والتمويل.
ومقابل ذلك أكد اللواء التركي أن المقبوض عليهم لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يمكن ربطهم بالمهن التي يمارسونها فعليا، فقطاع التعليم ـ على سبيل المثال ـ يحتوي على مئات الألوف من المعلمين، وضبط اثنين أو 3 لا يمكن عكسه على واقع التعليم، بيد أنه شدد على أن كل القطاعات الحكومية واعية تماما لمسألة الفكر، وتحرص كثيرا على ممارسة مسؤوليتها في كل الخدمات التي تشرف عليها، بغض النظر عن طبيعتها، لضمان عدم انتشار هذا الفكر في أوساط العاملين فيها، لافتا إلى أن الجهات الأمنية بدورها واعية لكل الاحتمالات التي يمكن أن تستغلها الجماعات المتطرفة للتأثير على فئة معينة من المواطنين.
التركي لا يستبعد أن تؤوي إيران قيادات التنظيم كما فعلت مع القاعدة
لم يستبعد التركي أن تلجأ إيران لإيواء قيادات تنظيم داعش الإرهابي، كما فعلت مع قادة تنظيم القاعدة حينما آوتهم إبان حرب أفغانستان.
ولفت إلى أن خطورة تنظيم داعش ستظل قائمة حتى بعد القضاء عليه في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن التنظيم استطاع عبر الشبكات الاجتماعية أن ينجح نجاحا كبيرا في عمليات التجنيد والتمويل، وحث أشخاص على تنفيذ عمليات باسمه بأدوات بسيطة كما حدث في عمليات الدهس بالشاحنات التي شهدتها بعض الدول الأوروبية أخيرا. وقال: نحن نتمنى أن تتكلل الحملة الدولية لمحاربة داعش بالقضاء عليه نهائيا، ولكننا قلقون إزاء قدرته على البقاء في شبكات التواصل حتى بعد القضاء عليه، فهناك دول راعية للإرهاب رعت وآوت قادة تنظيم القاعدة بأفغانستان، ولا نستبعد أن تكرر تلك الدول رعاية قادة داعش وتوفير ملاذات آمنة لها، مشددا على أن السعودية حريصة على التعاون الدولي، وتبذل كل ما بوسعها لدعم التعاون الدولي والدعوة إليه للقضاء على الإرهاب بشكل كامل.
ومقابل ذلك وعد اللواء بسام عطية باسم الجهاز الأمني أن يتم القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي في السعودية من الناحية الحركية والميدانية، فيما دعا لتضافر الجهود لتجفيف منابع الفكر الذي يتبناه أفراد ذلك التنظيم للقضاء عليه فكريا أيضا.
مقاطع الفيديو أخرت حسم العملية 3 أيام
دعا اللواء منصور التركي عموم المواطنين إلى عدم تصوير العمليات الأمنية، لكيلا تتأثر بما يبث عبر الشبكات الاجتماعية. وقال في تعليقه على المقاطع التي تم تداولها مطلع هذا الأسبوع حول بعض العمليات المنفذة في بعض المناطق: نحن دائما نتمنى أن تعطى الجهات الأمنية فرصتها لاستكمال عملها الأمني، لأن تصوير ونشر العمليات الأمنية عند تنفيذها يعرض رجال الأمن للمخاطر، وعمليات النشر قد تعطي فرصة لأشخاص يرتبطون ببعض العناصر التي تتم مداهمتها لمحاولة الإضرار برجال الأمن من الخلف، مفيدا بأن عمليات التصوير التي رافقت المداهمات الأخيرة أثرت عليها،
وبدلا من حسم الموضوع في يومين استغرقت الجهات الأمنية 5 أيام، حيث تم إلقاء القبض على آخر مطلوب أمني في تلك المداهمات اليوم ، وهذا قد يكون سبب تأخر الإعلان عن كامل تفاصيل تلك المداهمات.
أين تم إلقاء القبض على الخلايا الأربع؟
مكة المكرمة
7 أشخاص
متورطون بــ: إيواء انتحاريي حي الحرازات بجدة.
القصيم
6 أشخاص
متورطون بــ:
- إيواء طايع الصيعري بمزرعة العضيبي بالقصيم، وتمكينه من صناعة الأحزمة الناسفة قبل أن يتوجه لوكر حي الياسمين.
- نقل الحزام الناسف بعد تصنيعه إلى القطيف، وتزويد العنصر الباكستاني الذي كان ينوي استهداف مسجد المصطفى ببلدة أم الحمام بالقطيف به.
- سرعة الحركة
- الاحتياطات العالية
- سرية العمل والمعلومات
- علاقات منتهية لا هيكلية
- سرعة في إعادة البناء
- تمدد وانكماش حسب مقتضيات الظروف
- سهولة التنقل بين المناطق
- شمولية في الأدوار
- عمليات نوعية