سوق المبادئ
الاثنين / 16 / جمادى الأولى / 1438 هـ - 19:30 - الاثنين 13 فبراير 2017 19:30
عادة ما يتردد على مسامعنا «متطلبات سوق العمل» وهي احتياجات ملحة وضروريات يستلزمها سوق العمل مثل أنواع التخصصات وغيرها، وهذه المتطلبات تكون متغيرة تبعا للتغيرات التي تحدث في العالم.
وتولي سياسات الدول اهتماما بالغا بالشباب على اعتبار أنهم هم الثروة البشرية التي يجب استغلالها وتوجيهها الوجهة السليمة، حتى لا تعاني من البطالة وتصبح طاقة مهدرة. ولعلي في هذا المقال أتنحى جانبا عن هذا الأمر وأتطرق إلى متطلبات أخرى يفرضها سوق من نوع آخر انتشر مؤخرا بطريقه ملحوظة، وقد نجده في كل القطاعات ألا وهو «سوق المبادئ».
نعم للأسف الشديد أصبح للمبادئ «سوق» تعرض فيه، فأصبحت مؤشراتها أشبه بمؤشرات سوق الأسهم تارة في الصعود وتارة أخرى في النزول، على حسب المستفيد والمصلحة الشخصية، ولكي تتضح الصورة أكثر فإن لهذا السوق «متطلبات» بعيدة كل البعد عن معايير الجودة وإتقان العمل، وعندما نتفحص هذه المعايير نجدها عادة تتمثل «في سياسة المنظومة» والتي نهجها المدير لمرؤوسيه، فهو يسعى جاهدا لأن يطمس كل «عين مفتحة» في مؤسسته لأننا شعب نخاف من هذه الفئة التي قد تكون منافسة لنا مستقبلا، فتحبط مخططاتنا وتوقف مسيرتنا، فمن متطلبات سوق المبادئ إقصاؤها بدلا من تحفيزها وتشجيعها لتنفع مجتمعها ووطنها، وهذه السوق عادة ما تعتمد على «الإنجاز» والمطالبة فيه بصوره ملحة وبأية طريقة كانت، ومهما كانت الخسائر، ومهما كان نوع هذا الإنجاز وقربه وبعده عن أرض الواقع.
وإنه من المضحك المبكي في هذه المؤسسة أنه كلما كانت لك مهارة في تزوير الحقائق وتشويه الصور فأنت حتما ستكون من الرابحين في هذه التجارة، وأنه كلما خسرت عددا كبيرا من مبادئك وقيمك كانت مكافأتك مجزية، وكانت فرصة بقائك في المنصب كبيرة قد تتوارثها الأجيال، حتى ولو كنت لا تمتلك من المهارة والدراية شيئا يذكر، فأسهمك في هذه السوق مرتفعة وتضحياتك مثمنة وأعمالك مقدرة.
للأسف نحن نربي أبناءنا على القيم والمبادئ، وعلى قناعات جميلة نستمدها من ديننا الإسلامي، وهناك من يدمرها. الخوف أن نعتاد على رؤية هذه المشاهد ونألفها، وبالتالي نتعايش معها ونصفق ونمجد أبطالها ونحارب من يستنكرها، الخوف أن يزداد مرتادو هذه السوق والمستثمرون فيها يوما بعد يوم، وهنا تكون الطامة الكبرى، الخوف أن تختفي من حياتنا قيم جميلة ومبادئ سامية، الخوف أن نكون بشرا فارغين أشبه بالآلات التي تدوس كل من يقف في طريقها ولا تعمل إلا كلما كان الوقود مجزيا، الخوف أن نخلق جيلا بلا مبادئ يعيش ليأكل، ويسرق ليفوز، ويكذب ليتجمل، ويظلم ليبقى، ويخون ليتقرب، وينافق ليكسب.
وتولي سياسات الدول اهتماما بالغا بالشباب على اعتبار أنهم هم الثروة البشرية التي يجب استغلالها وتوجيهها الوجهة السليمة، حتى لا تعاني من البطالة وتصبح طاقة مهدرة. ولعلي في هذا المقال أتنحى جانبا عن هذا الأمر وأتطرق إلى متطلبات أخرى يفرضها سوق من نوع آخر انتشر مؤخرا بطريقه ملحوظة، وقد نجده في كل القطاعات ألا وهو «سوق المبادئ».
نعم للأسف الشديد أصبح للمبادئ «سوق» تعرض فيه، فأصبحت مؤشراتها أشبه بمؤشرات سوق الأسهم تارة في الصعود وتارة أخرى في النزول، على حسب المستفيد والمصلحة الشخصية، ولكي تتضح الصورة أكثر فإن لهذا السوق «متطلبات» بعيدة كل البعد عن معايير الجودة وإتقان العمل، وعندما نتفحص هذه المعايير نجدها عادة تتمثل «في سياسة المنظومة» والتي نهجها المدير لمرؤوسيه، فهو يسعى جاهدا لأن يطمس كل «عين مفتحة» في مؤسسته لأننا شعب نخاف من هذه الفئة التي قد تكون منافسة لنا مستقبلا، فتحبط مخططاتنا وتوقف مسيرتنا، فمن متطلبات سوق المبادئ إقصاؤها بدلا من تحفيزها وتشجيعها لتنفع مجتمعها ووطنها، وهذه السوق عادة ما تعتمد على «الإنجاز» والمطالبة فيه بصوره ملحة وبأية طريقة كانت، ومهما كانت الخسائر، ومهما كان نوع هذا الإنجاز وقربه وبعده عن أرض الواقع.
وإنه من المضحك المبكي في هذه المؤسسة أنه كلما كانت لك مهارة في تزوير الحقائق وتشويه الصور فأنت حتما ستكون من الرابحين في هذه التجارة، وأنه كلما خسرت عددا كبيرا من مبادئك وقيمك كانت مكافأتك مجزية، وكانت فرصة بقائك في المنصب كبيرة قد تتوارثها الأجيال، حتى ولو كنت لا تمتلك من المهارة والدراية شيئا يذكر، فأسهمك في هذه السوق مرتفعة وتضحياتك مثمنة وأعمالك مقدرة.
للأسف نحن نربي أبناءنا على القيم والمبادئ، وعلى قناعات جميلة نستمدها من ديننا الإسلامي، وهناك من يدمرها. الخوف أن نعتاد على رؤية هذه المشاهد ونألفها، وبالتالي نتعايش معها ونصفق ونمجد أبطالها ونحارب من يستنكرها، الخوف أن يزداد مرتادو هذه السوق والمستثمرون فيها يوما بعد يوم، وهنا تكون الطامة الكبرى، الخوف أن تختفي من حياتنا قيم جميلة ومبادئ سامية، الخوف أن نكون بشرا فارغين أشبه بالآلات التي تدوس كل من يقف في طريقها ولا تعمل إلا كلما كان الوقود مجزيا، الخوف أن نخلق جيلا بلا مبادئ يعيش ليأكل، ويسرق ليفوز، ويكذب ليتجمل، ويظلم ليبقى، ويخون ليتقرب، وينافق ليكسب.