تفاعل

پراگ ماتية Pragmatism.. ولا تقل (برجماتية)!

لفظة الپراگماتية (Pragmatism) كانت قد ذاعت في أمريكا ولو بجذور أوروبية، وتحديدا يونانية، ثم انتشرت في العالم أجمع، بما في ذلك الوطن العربي.. ولو أنها ضلت الطريق عندنا.. لفظا وفهما.

وموجز هذا المفهوم هو «العـبرة (بالنتائج)، فلا تضع وقتك ووقتي بغيرها!».

ولكن نمت سطحية في استعمال مفهوم (الپراگماتية)، فضاع أساس الفكرة؛ وتحول من مبدأ وفلسفة مجزية ومفيدة لتطبيقات الحياة، إلى شيء من التندر! كما صاحبت ذلك ترجمة شوهت اللفظة ذاتها؛ إضافة لسوء تهجئتها!

كبداية، فيما يخص نطق وتهجئة لفظة الپراگماتية، ليتنا في الخليج نتهجأ (الجيم المصرية) باستعمال (گ ga) كما في Go وGoogle؛ وكذلك في اللفظة الذائعة عندنا في كرة القدم: گول/ Goal؛ فهذه بالطبع، ليست (جول)؛ ولا (غول)؛ ولا (كول)؛ ولا هي حتى (قول)؛ بل هي (گول: Goal) وحسب.

وذلك باستعمال حرف (گ ga)؛ وهو حرف متوافر في الحواسيب والجوالات: و(يشبه حرف الكاف)، لكنه ليس: بـ(كاف)، ولا (قاف)؛ بل هو (گاف)، وأسميه أنا «الكاف ذو القرنين»!

وليكن واضحا بأننا حينما نكون بصدد نطق ألفاظ أجنبية فيحسن عدم تحويرها وبالتالي تخريبها.

وإن حرف الـ گ [ga] متوافر في كثير من اللغات في العالم، مثل: الأوردية والفارسية والإندونيسية وغيرها حول العالم. كما أن في الشرق ألفاظا أصلية لا يلزمنا - ولا يحسن بنا- تحويرها وتشويهها.. وهناك، مثلا، اللفظة الإندونيسية: گارودا Garuda، وهي اسم طير مشهور تبنـوه شعارا لخطوطهم الجوية الوطنية، ثم تمت تسـمية الخطوط به.

وفي الغرب، هناك، مثلا: گالـريا: Galleria؛ ولقد تبنيناها نحن لتسمية مبنى كبير في جدة ومركز تجاري في الرياض. كما وهناك لفظة گالـري Gallery، حينما نتأنـق في تسمية محل للتحف أو معرض للفنون الجميلة.

ففي مثل هذه الحالات وتلك، لا يجزي ولا يحسن استعمال حرف الـ ج، ولا الـ غ، ولا الـ ك؛ بل يلزم فقط استعمال حرف الـ (گ) ga!

بالنسبة لكتابة ونطق الـ (گ) ga: هناك كلمات عديدة متوافرة في اللهجة العربية الدارجة المحلية عندنا في الخليج وغيره. فهناك ألفاظ محلية دارجة تحوي حرف (گ)، فمن الصحيح كتابتها كذلك: گدر/قدر؛ گفة/قفة (سلة صغيرة)، وگرگرة/قرقرة (حديث يقرب من الهذيان)؛ خاصة في النطق المحلي لاسم «الگرارة»، اسم الحارة المكية المشهورة من جهة حارة الشامية، وسنرى أن تلك اللفظة لا يستقيم محليا نطقها بـ(القاف)، (القـرارة)، بل وتبدو مدعاة للتندر والابتسام.

ولتحاشي إشكال نطق (وتهجئة) «الجيم المصرية» عندنا في منطقة الخليج (عدا سلطنة عمان)، فإنه يحسن بنا استخدام الـ(گ) محل الـ(ج). وحرف (گ ga) يشبه الكاف، لكنه ذو شخطتين/قرنين! ولا أستخدم أنا لفظة «الإنجليزية»، بل: الإنگليزية!

وحتى لا نقع فيما وقعنا فيه هنا في الخليج (وبلدان عربية أخرى) حين قلدنا اللهجة (اللهقة) المصرية بتهجئة («صح» هناك، لكنها تصبح مشوشة وخاطئة عندنا)، فشمل ذلك كلمات مثل (الپراگماتية)؛ فلقد قلدناهم في (براجماتية) بحرف الجيم بدلا من (پراگماتية)، بحرف (گ ga).

*ثم تمادينا – مثلهم - بحذف الألف، فصارت عندنا: (بـرجماتية)؛

*ثم زدنا نحن التدهور بضم الباء، فصارت (بـرجماتية)! (.. وكأن لها في (البـروج) مصدرا، أو أن لها في (الأبراج) أساسا!!)

وبذا تلاشت اللفظة الأساسية، وتضعضعت معها فكرة (الپراگماتية) (Pragmatism)، وهي التي كان قد أبدع المفكر الأمريكي (وليم جيمز) في إبرازها خلال النصف الثاني من القرن الـ19.. مع تنامي حـموة الثورة الصناعية ونتائجها (العملية)؛ ثم ذاعت فكرة ولفظة (الپراگماتية) وتم تعميمها في العالم أجمع كلفظة تفكيرية وبقت وتثبتت في معظم أرجاء الدنيا.

كانت لفظة «براگماتيزم» قد نشأت في الغرب بعد أن جاءت من جذور موطنها الأصل باللغة الإگريگية/ «الإغريقية»، فأصلها هو في الكلمة اليونانية، براگما: Pragma وأيضا براگماتا:

Pragmata؛ ثم صارت منها لفظة (براگماتيزم) Pragmatism.. لكي تعني: الأسلوب (العملي) في الحياة لتحقيق الربح والنفع، وتحاشي الفشل والخسران؛ ولا بأس في أن يكون «الكل.كسبان»!

وهنا تمضي اللفظة والفكرة على روح يتحقق معها تطبيق المعنى (الحقيقي) للعبارة المأثورة: (إنــما الأعمال بخواتيمها).. أي بنتائجها!

*أي إنه - كما في (الپراگماتية): لا قيمة لأي عمل إلا في مردوده، وبحسب نتائجه التنموية، النافعة/المفيدة. فإنما العبرة (بالنتائج)!