معرفة

كيف تكون أكثر سعادة؟

يخطئ الشخص حين يظن أن السعادة شعور يتكون دون محاولة لإيجاده، أن تكون سعيدا يعني ذلك أن تسعى لتلك السعادة وتوجدها، وهناك نصيحة معروفة عن السعادة تدور حول أن تجعل رأسك يفكر. حتى هذه اللحظة، بما أن كل شخص يختلف عن الآخر، فإن هذه النصيحة معقولة تماما. فما يمكن أن يجعل شخصا سعيدا قد يتسبب في بؤس شخص آخر. وهذا ما نشره الدكتور 'ترافيس برادبيري' من خلال موقع المنتدى الاقتصادي العالمي. يسأل 'برادبيري' بخصوص: ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة؟ الأمر سهل، ما عليك إلا أن تتخلص من النصائح الشخصية، وتركز طاقتك وانتباهك على الحقائق والوقائع التي أثبتها العلم. ويستشهد بمقولة شهيرة لـ'لالدالاي لاما'، والتي تنص على 'السعادة ليست بالشيء المصنوع الجاهز، إنما هي نتائج أفعالك الخاصة'. أنفق الباحث في علم الأعصاب 'أليكس كورب' من كاليفورنيا قدرا كبيرا من الوقت في دراسة الآثار المترتبة على استراتيجيات السعادة المختلفة على الدماغ، والنتائج التي توصل لها تعطينا الكثير حول ما يمكن عمله عندما يتعلق الأمر بتعزيز السعادة. 1 الامتنان يخلق السعادة: لا تقلق ولا تشعر بالذنب والخجل، وألزم نفسك بالتفكير في أمور تقدرها، فكل تلك الأمور إذا اتبعتها ستنشط دماغك وستشعر حقا أنك أكثر سعادة. 2 تمييز المشاعر السلبية يضعف من قوتها: إن تمييز أو تحديد مشاعر الآخرين لا يشعرهم بالسعادة وحسب، وإنما يهدئ من توترهم. 3 اتخاذ القرارات يشعرك بالارتياح: اتخاذ قرارات ينشط قشرة الفص الجبهي للمخ، والتي بدورها تهدئ اللوزة المخية. كما أن مفتاح الشعور بالارتياح هو أن تتخذ قرارا جيدا، أما محاولات اتخاذ قرار مثالي فهي تسبب الإجهاد. 4 المساعدة وتقديم يد العون: إن تخصيص بعض وقتك لمساعدة زملائك لا يشعرهم فقط بالسعادة، وإنما يسعدك ويؤثر عليك وعلى الآخرين بشكل إيجابي. في دراسة لجامعة هارفارد، يعتمد عليها الدكتور 'ترافيس'، تقول: إن الموظفين الذين يساعدون زملاءهم يزيد تركيزهم في العمل عشرة أضعاف عن الذين لا يساعدون زملاءهم، ويكونون أكثر حظا بالترقيات بنسبة 40% من غيرهم. 5 أدمغتنا مبرمجة على اللمس: يحتاج الإنسان بطبيعته البشرية إلى المجتمع، وهناك دراسة أكدت أن الإمساك بيد من تحبه من أفراد الأسرة يقلل من استجابة الدماغ للألم، ومن التوتر والقلق، ويحسن النوم، وهذا لا يبدو جيدا لمن هم في عزلة عن مجتمعهم. 6 اجمع كل ما سبق مرة واحدة، ينهي الدكتور 'ترافيس' مقاله بأن أبحاث كورب التي ذكرها في أول المقال تسلط الضوء على أمر واحد، وهو: كل الأشياء مترابطة؛ الشعور بالامتنان يحسن من النوم، والنوم الجيد يقلل من الألم، تقليل الألم يضبط مزاجك، تحسين المزاج يقلل من التوتر، تقليل التوتر يحسن من التركيز والتخطيط، التركيز والتخطيط الجيدان يساعدان في عملية اتخاذ القرارات. اتخاذ القرارات يساعدك من جديد على تقليل التوتر ويحسن من الاستمتاع، الاستمتاع يجعلك ممنونا، وهو الذي يحفظ هذه الحلقة من النمو المتصاعد. الاستمتاع بالتالي سيجعلك أيضا اجتماعيا، وهو ما يجعلك بالمقابل سعيدا.