معرفة

نزيلات يترجمن محكومياتهن إلى لوحات

كنوع من حديث النفس، برعت نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة في تجسيد أبرز القضايا التي دفعت بهن لهذا المكان، والمتنوعة ما بين الهروب والتغيب جراء العنف الأسري، فضلا عن المخدرات وأشياء أخرى. لوحات النزيلات التي رسمنها ضمن أنشطة التربية الفنية المخصصة لهن داخل المؤسسة حظيت بمشاركات في جهات عدة، كان أهمها مهرجان الجنادرية في نسخته السابقة، إلى جانب عدد من المعارض داخل المجمعات التجارية والمؤسسات الاجتماعية. وعبرت إحدى النزيلات عن القيود المجتمعية التي تعاني منها داخل نسيجها الأسري، من خلال جسد امرأة يتشح بالسواد، ويقف على ألسنة من النيران، ليدخل الحديد كخامة جسدت بها سلاسل تقيدها من كل جانب، في حين أبدت أخرى ندمها على انخراطها بالمخدرات والمجتمعات المشبوهة، عبر قيد يحمل دلالات ورموزا لأدوات مستخدمة في التعاطي، فضلا عن زهرة محترقة بعقاب سيجارة مثلت بها شبابها، بينما عكست نزيلة ثالثة وجع عائلتها لحالها، عن طريق سكين مغروسة بعين تنزف دما، لتغطي به جسدها كثوب أحمر، دون أن تغفل عن رسم ملامح ندم تعبر عن انكسارها. ومن أبرز اللوحات المعروضة داخل المؤسسة مشهد لفتاة تحاول الهرب من منزلها، ويقف بجوارها رجل بمخالب طويلة كدلالة عن العنف، إضافة إلى لوحة أخرى تترجم إجبار الفتاة على الزواج بمن لا يتلاءم معها. أمام ذلك، أوضحت مسؤولة الأنشطة والإعلام بمؤسسة رعاية الفتيات ندى الشريف، إمكانية اختيار النزيلة للقسم الذي ترغب فيه بمجرد دخولها للمؤسسة، والمتضمنة الرسم والتربية الفنية والتفصيل والخياطة. وقالت لـ»مكة»: هناك دورة خاصة تقدمها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمخصصة لصاحبات المحكوميات الطويلة، حيث تصل مدتها إلى 4 أشهر تحصل من خلالها المتدربة على شهادة معتمدة في التفصيل والخياطة.