الرأي

جدولة دوام الجامعات.. من ردود القراء

سهام الطويري
تفاعل كثير من المغردين مع موضوع مقالي الأسبوع قبل الماضي حول مقترح ضرورة إعادة النظر في مدة ساعات العمل الرسمية داخل الجامعات، حيث اتفقت أغلبية ردود المتابعين على اختلاف صلتهم بالجامعة الحكومية من طلاب وأعضاء هيئة تدريس ومنسوبين. لنبدأ من الطلاب، حيث بعث لي أحد المغردين بإفادة أن بعض المحاضرات تجدول في بعض الكليات التاسعة مساء!، ولا أعلم عن أي جامعة من الجامعات المتقدمة حول العالم أنها تؤخر إلقاء المحاضرة حتى آخر لحظات المساء، وهذا يسلط الضوء على وجود خلل في جدولة المحاضرات فوقت المحاضرات والتدريس في جميع أنحاء العالم يكون في الفترة الصباحية إلى ما بعد الظهر، دعونا من هذا لأن الأتعس منه هو أن توظيف يوم الإجازة الأسبوعية الرسمية لا يزال ساري المفعول، مما يبرهن على حاجة الجامعة للوقت الفعلي لتمنح فيه طلابها اختباراتهم أو تقدمه للمسابقات الوظيفية خلال الأسبوع دون المساس بالإجازة الحكومية التي يتم تعويضها للموظف الإداري ببدل «يوم آخر». اختبارات ومحاضرات الليل لا تتسق أبدا مع ما يتطلبه الحضور الذهني والنشاط البدني لإتمام الاستفادة من المادة، كما أنه مخالف لنهج الرسول الكريم فيما يتعلق بطلب الرزق والعلم والعمل، حيث دعا «اللهم بارك لأمتي في بكورها». بينما اتفق أغلب أعضاء هيئة التدريس حول ضرورة تنظيم اليوم الجامعي، حيث علق أحدهم بالقول «مقال رائع هذا النظام معمول به في كل جامعات العالم.. جامعاتنا أشبه بمدارس ثانوية تغلق أبوابها الساعة 14:00م»، جادلني أحد منسوبي الجامعات الناشئة بأن العمل في جامعته إلى التاسعة مساء، حيث تتركز طبيعة العمل على جدول التدريس «المحاضرات» ولا أعلم حقيقة ما الذي يشغل جدول الجامعة الناشئة حتى تزدحم كل الأوقات ولا يجد فيها المحاضر وقتا لإلقاء المحاضرة إلا آخر المساء. ولعل أكثر فئة مستفيدة بالطبع من فكرة تنظيم اليوم هي فئة الباحثين وطلاب الدراسات العليا، فهم في معاناة حقيقية مع جميع مرافق الجامعة التي تشل حركتها في أغلب الكليات بعد الثانية ظهرا، حيث أفاد بعض المغردين أن المكتبة تغلق أبوابها على مشارف الثانية حيث ينتهي دوام الموظفين، كما أنها، أي المكتبة، تغلق أبوابها طيلة الفترة الصيفية بلا مراعاة لاحتياجات الطلاب المنتسبين للفصول الصيفية. أما العاملون في مجال المختبرات فيتحتم عليهم حاليا إما الحضور المبكر قبل الثامنة لمراعاة متطلبات العمل في المختبر أو الانصراف كغرباء بعد الثالثة عصرا في جو مليء بالغربة والوحشة، وهو الشعور الواجم الذي يصيب نفس الباحث الذي هو في العادة بحاجة أكبر للتحفيز والتشجيع للإبداع في بيئة العمل. هذا الوضع يزداد سوءا في حالة النساء، حيث إن فراغ الجامعة وتأخرها فيهما مدعاة للقلق من أمور أهمها توفر المواصلات التي لا تتواءم مع ساعة انصراف الجميع. Seham.t@makkahnp.com