الرأي

بعض المشاريع البلدية ماركات مقلدة

عبدالله حسن أبوهاشم
لا نشك أبدا في أن الأمانات والبلديات في كل مدن المملكة تبذل جهودا في تنفيذ المشاريع، من سفلتة وأرصفة وإنارة وتشجير وتحسين وتجميل وتطوير المدن، إلى غير ذلك من المشاريع، لكن في كثير من الأحيان أسأل نفسي هذه الأسئلة: لماذا نلاحظ أن كثيرا من المشاريع التي تنفذها الأمانات والبلديات تزال بعد عمر قصير، ولا تأخذ حقها الكافي من البقاء لسنوات طويلة؟ كأنها تشبه الماركات المقلدة التي لا تختلف في شكلها عن الماركة الأصلية، لكنها سرعان ما تتلف. هكذا بعض مشاريع البلديات، تكون في بداية افتتاحها في صورة جميلة خلابة، لكن سرعان ما تظهر عيوبها وتتلف، برغم جودة المواد التي تستخدم فيها، بعد أن يكون قد صرفت عليها ملايين الريالات! ما السبب يا ترى في هذه الظاهرة؟ هل السبب هو الغش والإهمال وانعدام المتابعة أثناء أعمال التنفيذ؟ أم إنه عدم وجود صيانة مستمرة للمشاريع، بعد الانتهاء منها واستلامها؟ في اعتقادي أن مشكلة إهمال أو انعدام هذا الجانب (أي الصيانة) ليس السبب الوحيد، لكنه من أبرز المشاكل وأهم الأسباب التي تؤدي إلى الإسراع في إتلاف أي مشروع بعد وقت قصير من تنفيذه، مما يعطي مبررا لإزالته، وعمل مشروع آخر في نفس الموقع، وهكذا تستمر القصة. ولا أعلم هل تنفيذ المشاريع وإزالتها بهذه السرعة خاضعان لآراء وأمزجة أمناء المدن ورؤساء البلديات، دون معايير وضوابط أو مراقبة ومحاسبة؟ ألا يعد هذا هدرا للمال العام؟ إن كان الأمر كذلك، فمن المسؤول عن هذا الهدر؟ ثم من المسؤول عن العبث بطبيعة الشواطئ في المدن الساحلية؟ ولماذا هذا الاهتمام المتزايد في أعمال الأرصفة الذي نلاحظه في كثير من مدن المملكة؟ وأيهما أولى بالاهتمام، عمل طريق مسفلت بشكل سليم، والسير فيه من غير مطبات، أم عمل رصيف؟ لماذا البطء في تنفيذ بعض المشاريع، ويكون هذا البطء أكثر ضررا وإزعاجا عندما يكون المشروع في شارع حيوي أو في طريق دولي، مما يتسبب - هذا التأخير - في إرباك حركة المرور، وازدحام للسيارات، وقد تقع بسببه حوادث سير. هذه الأسئلة أعتقد أنها تدور في ذهن الكثيرين غيري.