الرأي

ارحمونا.. ارحمونا.. ارحمونا!

ممدوح محمد سبحي
عندما يقدر الله عليك أن تكون ضحية لحادث مروري، وتكون أوراقك كضحية سليمة، تأمين سار، رخصة سارية، واستمارة سارية (يا سارية خبريني)، وأنت في انتظار موظف الشركة المسؤولة عن التأمين تقول في نفسك: يا رب أكون أنا الغلطان! ولماذا هذه الدعوة غير الصالحة في الظاهر والصالحة في المضمون؟ بكل بساطة سبب هذه الدعوة معرفة الضحية ما سيعانيه من متاعب ومشاق وبالعامية (دهملة)، حيث يقوم المخطئ (برمي) بطاقة التأمين الخاصة به والذهاب للنوم، وفي المقابل يبدأ الضحية (المجني عليه) في رحلة الشتاء والصيف، حيث هو وفي قمة التعب والزعل على سيارته المصدومة يجب أن يحضر (سطحة) لسحب سيارته وعرضها على ثلاثة (استشاريين) في ورش الصناعية لتقدير تكلفة التلفيات وقطع الغيار، وأحيانا يكون هناك تفاوت في التقدير وبخس للضحية، ويبدأ الضحية بعد ذلك بالبحث عن قطع الغيار وانتظار غير المتوفر منها، وكذلك يضطر الضحية لاستئجار سيارة تعينه على تكاليف الحياة إلى أن تتعافى سيارته المصابة (والساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب)، وفي خضم هذه المعاناة والكرب يأتيك من يتوسط في مسامحة الجاني (يا شيخ الراجل ضعيف سامحه، العوض حرام)، لا أدري من أين ظهرت هذه الفتوى؟! طيب يا شيخ جزاك الله خير (حلحل كيسك)، وسدد قيمة التلفيات واكسب أنت الأجر. إن كان هو ضعيفا فماذا أكون أنا؟! وأنا واقف في الصناعية تلفح وجهي حرارة الشمس، مع التعب النفسي والبدني؟! لا بد من إعادة النظر في وضع خدمات التأمين، فهم يأخذون الملايين ويستخسرون دفع الملاليم! نداء لأصحاب الحل والربط: ارحمونا، ارحمونا.. ارحمونا.. بالثلاث!